إيران تحتاج إلى الوقت لاستكمال مشروعها الرئيسي وهو التمدد عبر وكلائها وصولاً للبحر الأحمر والأبيض، لذلك فإن إلهاء المفاوضين أطول فترة ممكنة بلعبة تخصيب اليورانيوم هو أداتها، ويبدو أن الغرب يسايرها في لعبتها!!
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في «حوار المنامة» الذي عقد قبل أسبوعين بخصوص إيران إنه «يستبعد التدخلات العسكرية مؤكداً أن الأسلحة وحدها لا يمكن أن تحقق السلام موضحاً أهمية القيادة بالدبلوماسية».
أكاد أرى سمات الارتياح والاسترخاء على وجه علي خامنئي وهو يرى غمزة من عين سفاح إيران رئيسها «رئيسي» الذي شارك بإعدام 33 ألف إيراني عام 1988 بعد سماعهما هذا التصريح، فذلك يمنحهما الكثير من الوقت.
ورغم أن دول المنطقة تتشاطر مع الولايات المتحدة استبعاد خيار الحرب، فهي ليست دول معتدية، ولا في تاريخها ولا حاضرها أطماع توسعية، إنما الحروب التي دخلتها المنطقة في العقود الأخيرة كانت إيران دائماً طرفاً معتدياً فيها بشكل من الأشكال، لهذا هي تواجه نظاماً ذا أطماع توسعية مثبتة في دستوره ومثبتة واقعياً بتزويد وكلائه بالسلاح للحرب نيابة عنه، هي حروب استنزافية إيران المسؤولة عنها بتهريب السلاح لوكلائها، منذ تولى هذا النظام الحكم في إيران والمنطقة من حرب إلى أخرى وذلك ما يؤكد ما ذهبنا إليه في بداية المقال من أن هذا التمدد هو مشروعها الرئيسي.
أما الترجمة لإستراتيجية الأمريكية المعلنة فإنها تعني لإيران مزيداً من تهريب الأسلحة التي تمر تحت سمع وبصر الأجهزة الأمريكية وعلى صعيد آخر بيع دول المنطقة المنظومة الدفاعية التي أكد وزير الدفاع لويد أستن أنه بفضلها نجحت المملكة العربية السعودية بصد أكثر من 90% من الهجمات التي تعرضت لها، وبذلك تكون كل العصافير قد قضي عليها بضربة واحدة وتستمر عملية «إدارة الصراع» لا إنهائه بتحقيق المكاسب الأمريكية دون أن ترجح كفة الصراع لأي طرف!!
إيران لا تحتاج إلى أكثر من هذا التصريح، لتستمر بعملية استنزاف المنطقة وإشغالها بالرد طوال الوقت على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، أما الحديث عن الخيارات الأخرى التي طرحها جميع المسؤولين الأمريكيين وتنحصر في الدبلوماسية فالترجمة الإيرانية لها أنها مزيد من الوقت، وفرص أكبر لتهريب السلاح ودعم ميليشياتها، هذا ما توفره أجواء المفاوضات المستمرة إلى ما لا نهاية.
عبر العديد من المسؤولين الخليجيين في حوار المنامة عن مخاوفهم من «انسحاب» القوات الأمريكية في القواعد الموجودة في منطقة الخليج كضمان للأمن والاسقرار، لدرجة أن بريت ماكجورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش قال «سئلت عدة مرات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستغادر الشرق الأوسط، اسمحوا لي أن أكون واضحاً، الولايات المتحدة الأمريكية لن تذهب إلى أي مكان».
ثم اضطر إلى أن يؤكد على كلامه فقال «إن بلاده لا تعطي وعوداً كاذبة بشأن أي اتفاق مستقبلي مع إيران، ولن نوقع اتفاقيات تعرض الشركاء للخطر».
الحقيقة أنه بوجود أو عدم وجود القوات الأمريكية على أرضنا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية - إن أرادت - أن تبدأ حرباً أو تصد هجمات دون الحاجة لوجودها على أرضنا، فالحروب الآن تجري عن بعد، بل من الفضاء لو استدعت الحاجة، ليس وجود القواعد أو عدم وجودها هو الضمانات التي نبحث عنها.
كما أن مقولة «إننا لن نوقع اتفاقيات تعرض الشركاء للخطر» غير دقيقة بتاتاً، فالاتفاق الأولي عام 2015 تسبب في وقف العقوبات وتزويد إيران بمليارات الدولارت التي استخدمتها كما هو معروف لدعم حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين، فكان الاتفاق الأولي الذي استثنى البرنامج الصاروخي الباليستي واستبعده خطراً علينا مثلما سيكون الثاني.
الخلاصة ما بين الحرب والدبلوماسية الأمريكية مسافة كبيرة مملوءة بالخيارات التي تتعاطى معها الولايات المتحدة ببرود تام يمنح إيران الوقت الذي تحتاج إليه، إذ كان من المفروض أن الإستراتيجية الأمريكية ستساهم في ردع إيران، ولكن ما يحدث على أرض الواقع أنه بعلم إيران أن خيار الحرب غير وارد والدبلوماسية بالنسبة إليها لعبة تفاوضات، فإن المستفيد اثنان إيران بتمدد نفوذها، وصناع السلاح في الولايات المتحدة بمزيد من صفقاتهم؛ إذ بلغ متوسط شراء الأسلحة وفقاً لوكالة التعاون الأمني الدفاعي 70 مليار سنوياً، وتشكل تجارة السلاح مع أمريكا ما يقارب من 54% من حجم التجارة بين أمريكا ودول الخليج.
لو كانت الإستراتيجية الأمريكية ناجحة فبهذا المبلغ الذي تتحصل عليه الخزينة الأمريكية «الدبلوماسية» أيما كانت تعني تلك الكلمة، كان المفروض أن يلقي الحوثي سلاحه وينخرط في الحل الدبلوماسي وكذلك يفعل حزب الله والحشد الشعبي لتستقر المنطقة ونتفرغ للتعامل مع الملف النووي الذي لم و لن يكتمل -بالمناسبة- إذ ليس في نية إيران امتلاك قنبلة نووية كما تحاول أن تصور لنا، فذلك يعني قتلها للدجاجة الذهبية التي تلاعبكم بها.
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في «حوار المنامة» الذي عقد قبل أسبوعين بخصوص إيران إنه «يستبعد التدخلات العسكرية مؤكداً أن الأسلحة وحدها لا يمكن أن تحقق السلام موضحاً أهمية القيادة بالدبلوماسية».
أكاد أرى سمات الارتياح والاسترخاء على وجه علي خامنئي وهو يرى غمزة من عين سفاح إيران رئيسها «رئيسي» الذي شارك بإعدام 33 ألف إيراني عام 1988 بعد سماعهما هذا التصريح، فذلك يمنحهما الكثير من الوقت.
ورغم أن دول المنطقة تتشاطر مع الولايات المتحدة استبعاد خيار الحرب، فهي ليست دول معتدية، ولا في تاريخها ولا حاضرها أطماع توسعية، إنما الحروب التي دخلتها المنطقة في العقود الأخيرة كانت إيران دائماً طرفاً معتدياً فيها بشكل من الأشكال، لهذا هي تواجه نظاماً ذا أطماع توسعية مثبتة في دستوره ومثبتة واقعياً بتزويد وكلائه بالسلاح للحرب نيابة عنه، هي حروب استنزافية إيران المسؤولة عنها بتهريب السلاح لوكلائها، منذ تولى هذا النظام الحكم في إيران والمنطقة من حرب إلى أخرى وذلك ما يؤكد ما ذهبنا إليه في بداية المقال من أن هذا التمدد هو مشروعها الرئيسي.
أما الترجمة لإستراتيجية الأمريكية المعلنة فإنها تعني لإيران مزيداً من تهريب الأسلحة التي تمر تحت سمع وبصر الأجهزة الأمريكية وعلى صعيد آخر بيع دول المنطقة المنظومة الدفاعية التي أكد وزير الدفاع لويد أستن أنه بفضلها نجحت المملكة العربية السعودية بصد أكثر من 90% من الهجمات التي تعرضت لها، وبذلك تكون كل العصافير قد قضي عليها بضربة واحدة وتستمر عملية «إدارة الصراع» لا إنهائه بتحقيق المكاسب الأمريكية دون أن ترجح كفة الصراع لأي طرف!!
إيران لا تحتاج إلى أكثر من هذا التصريح، لتستمر بعملية استنزاف المنطقة وإشغالها بالرد طوال الوقت على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، أما الحديث عن الخيارات الأخرى التي طرحها جميع المسؤولين الأمريكيين وتنحصر في الدبلوماسية فالترجمة الإيرانية لها أنها مزيد من الوقت، وفرص أكبر لتهريب السلاح ودعم ميليشياتها، هذا ما توفره أجواء المفاوضات المستمرة إلى ما لا نهاية.
عبر العديد من المسؤولين الخليجيين في حوار المنامة عن مخاوفهم من «انسحاب» القوات الأمريكية في القواعد الموجودة في منطقة الخليج كضمان للأمن والاسقرار، لدرجة أن بريت ماكجورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش قال «سئلت عدة مرات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستغادر الشرق الأوسط، اسمحوا لي أن أكون واضحاً، الولايات المتحدة الأمريكية لن تذهب إلى أي مكان».
ثم اضطر إلى أن يؤكد على كلامه فقال «إن بلاده لا تعطي وعوداً كاذبة بشأن أي اتفاق مستقبلي مع إيران، ولن نوقع اتفاقيات تعرض الشركاء للخطر».
الحقيقة أنه بوجود أو عدم وجود القوات الأمريكية على أرضنا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية - إن أرادت - أن تبدأ حرباً أو تصد هجمات دون الحاجة لوجودها على أرضنا، فالحروب الآن تجري عن بعد، بل من الفضاء لو استدعت الحاجة، ليس وجود القواعد أو عدم وجودها هو الضمانات التي نبحث عنها.
كما أن مقولة «إننا لن نوقع اتفاقيات تعرض الشركاء للخطر» غير دقيقة بتاتاً، فالاتفاق الأولي عام 2015 تسبب في وقف العقوبات وتزويد إيران بمليارات الدولارت التي استخدمتها كما هو معروف لدعم حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين، فكان الاتفاق الأولي الذي استثنى البرنامج الصاروخي الباليستي واستبعده خطراً علينا مثلما سيكون الثاني.
الخلاصة ما بين الحرب والدبلوماسية الأمريكية مسافة كبيرة مملوءة بالخيارات التي تتعاطى معها الولايات المتحدة ببرود تام يمنح إيران الوقت الذي تحتاج إليه، إذ كان من المفروض أن الإستراتيجية الأمريكية ستساهم في ردع إيران، ولكن ما يحدث على أرض الواقع أنه بعلم إيران أن خيار الحرب غير وارد والدبلوماسية بالنسبة إليها لعبة تفاوضات، فإن المستفيد اثنان إيران بتمدد نفوذها، وصناع السلاح في الولايات المتحدة بمزيد من صفقاتهم؛ إذ بلغ متوسط شراء الأسلحة وفقاً لوكالة التعاون الأمني الدفاعي 70 مليار سنوياً، وتشكل تجارة السلاح مع أمريكا ما يقارب من 54% من حجم التجارة بين أمريكا ودول الخليج.
لو كانت الإستراتيجية الأمريكية ناجحة فبهذا المبلغ الذي تتحصل عليه الخزينة الأمريكية «الدبلوماسية» أيما كانت تعني تلك الكلمة، كان المفروض أن يلقي الحوثي سلاحه وينخرط في الحل الدبلوماسي وكذلك يفعل حزب الله والحشد الشعبي لتستقر المنطقة ونتفرغ للتعامل مع الملف النووي الذي لم و لن يكتمل -بالمناسبة- إذ ليس في نية إيران امتلاك قنبلة نووية كما تحاول أن تصور لنا، فذلك يعني قتلها للدجاجة الذهبية التي تلاعبكم بها.