عندما نعيد قراءة التاريخ، تتجلى الحقائق التي كانت معلومة لدى أشخاص معينين عند وقوع أي حدثٍ تاريخي مما يؤدي إلى تغيير في التحليلات والتقديرات. وهذا ينطبق على الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والتي امتدت لسنوات طويلة. فهذه الحرب لم تكن حرباً عقائدية ولا حرباً بين الحق والباطل، بل كانت حرب مصالح ووسيلة لاستعراض القدرات والإمكانيات من الجانبين. وها نحن الآن نعيش أجواء حربٍ باردةٍ جديدة، حيث يتساءل الرأي العام العالمي عما إذا كانت روسيا ستقدم على احتلال أوكرانيا كاملةً أم أنها ستكتفي بالسيطرة على المناطق التي تقطنها أغلبية روسية. إلا أن السؤال الذي يجدر بنا أن نطرحه: ماهي الخلفية التاريخية للصراع القائم بين روسيا -وحلفائها- والغرب متمثلاً بحلف الناتو؟
أعتقد أن الحرب الباردة القائمة بدأت في عام 2004 بعد أن استعادت روسيا عافيتها اقتصادياً وتمكنت من إنشاء علاقات دبلوماسية طبيعية مع دولٍ عدة بما فيها الدول التي كانت تتوجس منها خلال العهد السوفيتي، إلا أن هذه التطورات الإيجابية قوبلت بانتكاسات استراتيجية تمثلت بوصول سياسيين موالين للغرب إلى السلطة في كلٍ من أوكرانيا وجورجيا اللتين تعتبرهما روسيا -مع دولٍ أخرى- امتداداً لها من النواحي التاريخية والسياسية والأمنية. وقد جاء الرد الروسي قاسياً عندما دعمت الانفصاليين في إقليمي أبخازيا وأوسيتا الجنوبية الواقعين شمال جورجيا واعترفت بالإقليمين كدولتين مستقلتين. كما قامت في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم الواقعة جنوب أوكرانيا.
وبالرغم من أن الغرب اتخذ موقفاً موحداً ضد روسيا، إلا أن هناك تبايناً في الآراء حول تفاصيل عدة. فهناك دول ترغب في اتخاذ تدابير صارمة ضد روسيا تصل إلى حد عزلها عن المجتمع الدولي، وهناك دول أخرى ترى ضرورة حل الخلاف دبلوماسياً خاصةً وأنه توجد شراكات اقتصادية وتجارية بين تلك الدول وروسيا. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد أن تخوض حرباً حقيقية مع روسيا أي أنها لا تريد أن تخوض نزاعاً مسلحاً في مواجهة طرفٍ يمكن أن يسبب لها خسائر بشرية ومادية كبيرة، لذا فقد اكتفت الحكومة الأمريكية بتقديم الدعم المادي واللوجستي لأوكرانيا.
وبناءً على ما تقدم، فإنه من الضروري أن تحافظ دولنا على علاقاتها مع أطراف الصراع الروسي-الغربي وألا تنحاز إلى أي طرفٍ من أطراف الصراع. ومن الضروري أيضاً ألا تسمح دولنا بأية تجاذبات سياسية -على أراضيها- ناشئة عن هذا الصراع.
أعتقد أن الحرب الباردة القائمة بدأت في عام 2004 بعد أن استعادت روسيا عافيتها اقتصادياً وتمكنت من إنشاء علاقات دبلوماسية طبيعية مع دولٍ عدة بما فيها الدول التي كانت تتوجس منها خلال العهد السوفيتي، إلا أن هذه التطورات الإيجابية قوبلت بانتكاسات استراتيجية تمثلت بوصول سياسيين موالين للغرب إلى السلطة في كلٍ من أوكرانيا وجورجيا اللتين تعتبرهما روسيا -مع دولٍ أخرى- امتداداً لها من النواحي التاريخية والسياسية والأمنية. وقد جاء الرد الروسي قاسياً عندما دعمت الانفصاليين في إقليمي أبخازيا وأوسيتا الجنوبية الواقعين شمال جورجيا واعترفت بالإقليمين كدولتين مستقلتين. كما قامت في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم الواقعة جنوب أوكرانيا.
وبالرغم من أن الغرب اتخذ موقفاً موحداً ضد روسيا، إلا أن هناك تبايناً في الآراء حول تفاصيل عدة. فهناك دول ترغب في اتخاذ تدابير صارمة ضد روسيا تصل إلى حد عزلها عن المجتمع الدولي، وهناك دول أخرى ترى ضرورة حل الخلاف دبلوماسياً خاصةً وأنه توجد شراكات اقتصادية وتجارية بين تلك الدول وروسيا. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد أن تخوض حرباً حقيقية مع روسيا أي أنها لا تريد أن تخوض نزاعاً مسلحاً في مواجهة طرفٍ يمكن أن يسبب لها خسائر بشرية ومادية كبيرة، لذا فقد اكتفت الحكومة الأمريكية بتقديم الدعم المادي واللوجستي لأوكرانيا.
وبناءً على ما تقدم، فإنه من الضروري أن تحافظ دولنا على علاقاتها مع أطراف الصراع الروسي-الغربي وألا تنحاز إلى أي طرفٍ من أطراف الصراع. ومن الضروري أيضاً ألا تسمح دولنا بأية تجاذبات سياسية -على أراضيها- ناشئة عن هذا الصراع.