الحمد لله الذي مَنَّ علينا بشهر رمضان هذا العام بالعودة للحياة التي عرفناها من قبل جائحة كورونا، فها هي مساجدنا تمتلئ بالرجال والنساء تهجداً وقياماً، وها هي الأسواق تعود بقوة لتستقبل المتسوقين واصطفافهم بالطوابير.
هذه النعمة التي عرفنا قدرها عندما فقدناها بسبب جائحة كورونا، تستوجب علينا اليوم أن نسجد لله شكراً، فما كنا يوماً نعتقد أن تغلق بيوت الله أمام المصلين، ولم يدر بخلد مسلم في العالم أن يخلو صحن الطواف بالمسجد الحرام أو تتوقف حركة العابدين والطامحين إلى رحمة الله ورضوانه.
اليوم أشعر أن رمضان قد عاد بحلة مختلفة رغم أنها تشبه ما قبل كورونا، إلا أنني أرى فرحة في عيون الصغار وتفاؤلاً على وجوه الشباب، وهالة من الرضا والطمأنينة تحيط بالكبار، وأرى البحرين وكأني أراها لأول مرة تحتفل بالشهر الفضيل، فالشوارع أرحب والمباني أجمل والناس تهنئ بعضها البعض وجهاً لوجه بعد أن اختفت المجالس واللقاءات.
وأستذكر يوم أن كنا نخاف الخروج من البيت، ونطلب كل مستلزماتنا بالتليفون، حتى أننا كنا نخشى أكياس الطلبات ومن أتى بها فنقوم بتعقيم كل شيء قبل التعامل مع تلك الطلبات، ولا أعتقد أن أحدنا لم يمر عليه الفيروس يوما بأيٍ من متحوراته، لكنها إرادة الله أن يختبرنا ويعطينا درساً بسيطاً طال أمده لسنتين، وعبر أصغر مخلوقاته ليقول لنا: لا تنسوا أن النعمة زوالة يمكن أن تنقطع إلا عمن يشكر المنعم، ويتصدق من فضل الله على عباده.
وإن كنا اليوم في خير كثير مقارنة مع معاناة دول أخرى، إلا أن هذا الخير يحتاج منا أيضاً للاستثمار في المستقبل والاحتياط له، فما يحدث كل يوم لا يجب أن ينسينا الأزمات العالمية التي تؤثر في مصيرنا بشكل مباشر أو غير مباشر ومن أمثلتها أزمة القمح الأوكراني، فما عندنا اليوم ربما لن نجده بنفس القدر غداً، ولذلك كان في رمضان عبرة لمن يعتبر.
على الجانب الآخر.. وقبل أن يبدأ الشهر الفضيل فقد أراد المجلس التشريعي بغرفتيه أن يعطينا درساً في فوائد الصيام لكن بطريقته الخاصة، فقام بالتسريع في إقرار قانون التقاعد لكي ينتهز فرصة الدعاء المستجاب في شهر رمضان المبارك وخلال صلوات التراويح والقيام وليلة القدر، منتظراً دعوة من صائم قبل أن يفطر... كل عام وشعب البحرين الوفي بألف سلامة وخير.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
هذه النعمة التي عرفنا قدرها عندما فقدناها بسبب جائحة كورونا، تستوجب علينا اليوم أن نسجد لله شكراً، فما كنا يوماً نعتقد أن تغلق بيوت الله أمام المصلين، ولم يدر بخلد مسلم في العالم أن يخلو صحن الطواف بالمسجد الحرام أو تتوقف حركة العابدين والطامحين إلى رحمة الله ورضوانه.
اليوم أشعر أن رمضان قد عاد بحلة مختلفة رغم أنها تشبه ما قبل كورونا، إلا أنني أرى فرحة في عيون الصغار وتفاؤلاً على وجوه الشباب، وهالة من الرضا والطمأنينة تحيط بالكبار، وأرى البحرين وكأني أراها لأول مرة تحتفل بالشهر الفضيل، فالشوارع أرحب والمباني أجمل والناس تهنئ بعضها البعض وجهاً لوجه بعد أن اختفت المجالس واللقاءات.
وأستذكر يوم أن كنا نخاف الخروج من البيت، ونطلب كل مستلزماتنا بالتليفون، حتى أننا كنا نخشى أكياس الطلبات ومن أتى بها فنقوم بتعقيم كل شيء قبل التعامل مع تلك الطلبات، ولا أعتقد أن أحدنا لم يمر عليه الفيروس يوما بأيٍ من متحوراته، لكنها إرادة الله أن يختبرنا ويعطينا درساً بسيطاً طال أمده لسنتين، وعبر أصغر مخلوقاته ليقول لنا: لا تنسوا أن النعمة زوالة يمكن أن تنقطع إلا عمن يشكر المنعم، ويتصدق من فضل الله على عباده.
وإن كنا اليوم في خير كثير مقارنة مع معاناة دول أخرى، إلا أن هذا الخير يحتاج منا أيضاً للاستثمار في المستقبل والاحتياط له، فما يحدث كل يوم لا يجب أن ينسينا الأزمات العالمية التي تؤثر في مصيرنا بشكل مباشر أو غير مباشر ومن أمثلتها أزمة القمح الأوكراني، فما عندنا اليوم ربما لن نجده بنفس القدر غداً، ولذلك كان في رمضان عبرة لمن يعتبر.
على الجانب الآخر.. وقبل أن يبدأ الشهر الفضيل فقد أراد المجلس التشريعي بغرفتيه أن يعطينا درساً في فوائد الصيام لكن بطريقته الخاصة، فقام بالتسريع في إقرار قانون التقاعد لكي ينتهز فرصة الدعاء المستجاب في شهر رمضان المبارك وخلال صلوات التراويح والقيام وليلة القدر، منتظراً دعوة من صائم قبل أن يفطر... كل عام وشعب البحرين الوفي بألف سلامة وخير.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية