الإعلام الإيراني والقطري يصنع من كل تصريح يصدر عن أي مسؤول بالدول الأربع التي اتخذت موقفاً من انفلات النظام القطري وتتخذ موقفاً من تعنت النظام الإيراني وسلوكه السالب «السعودية والإمارات والبحرين ومصر» قصة لها بداية وليس لها نهاية وينفخ فيها غير مبال حتى من احتمال انفجارها في وجهه، والمثير أنه يصنع القصص حتى من عدم صدور أي تصريح من أي مسئول بهذه الدول في أي مناسبة ويفسر ذلك ألف تفسير، فالمهم عند هذين النظامين هو أن يكون هناك دائماً مادة إعلامية قادرة على الإساءة إلى هذه الدول.

عندما قالت السعودية شيئاً عن اختفاء مواطنها الصحافي جمال خاشقجي صنع النظامان الإيراني والقطري من ذلك ألف قصة وقصة، وعندما صمتت ولم تزد، صنعا من ذلك ألف قصة وقصة أيضاً، والأمر نفسه يحدث مع أي تصريح يصدر عن أي مسؤول بحريني أو إماراتي أو مصري في أي مجال وفي أي موضوع وأي مناسبة ومع كل صمت تقدر هذه الدول أن فيه الجواب الشافي، فالقصة مصنوعة في كل الأحوال، ومنها يتم صنع ما طاب من قصص أملاً في إضعاف هذه الدول التي لا يمكن أن تضعف مهما فعل نظاما إيران وقطر، فمن يقف حيث الحق لا يضعف ولا يؤثر فيه إعلام مثل هذين النظامين البائسين.

إن إعلاماً يصل حد أن يصنع قصة من تعليق مقدم برامج على موضوع معين أو من حركة لا شعورية يقوم بها أثناء التقديم أو نبرة صوت أو التفاتة أو ابتسامة ويفسر ذلك تفسيرات سالبة لا يمكن أن يكون إعلاماً محترماً أو ذا قيمة، فالإعلام الحقيقي يهتم بالموضوع وبالجوهر وليس بالشكل والمظهر ولا يقبل على نفسه أن يصنع مثل هذه القصص، ولا يقبل إلا أن يكون موضوعياً.

جولة سريعة في نشرات أخبار فضائيات النظامين الإيراني والقطري والتقارير التي يتم صنعها والبرامج التي يتم إعدادها وتنفيذها على عجل تكفي للتأكد من هذه الحقيقة، وجولة في التقارير والأخبار التي تبثها إذاعات النظامين وتنشرها صحفهما تكفي للتأكد من الحقيقة نفسها، فما تبثه تلك الفضائيات والإذاعات وما تنشره صحف النظامين الإيراني والقطري وما يتم نثره من تغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبلهما يؤكد كل ذلك ويؤكد أن الغاية هي الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى الدول الأربع.

إن ما بثته فضائيات النظامين الإيراني والقطري وإذاعاتهما وما نشرته صحفهما ومواقع التواصل الخاصة بهما وما بثته ونشرته الفضائيات والإذاعات والصحف التابعة لهما أو الممولة منهما في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي يملأ كل ما يمكن أن يطلق عليه اسم حاوية في العالم، فهذه القصة «لقطة» لا يمكن التفريط فيها، وليس أفضل منها للتهجم على كل هذه الدول وعلى الخصوص السعودية التي هي اليوم في وجه المدفع.

إعلام النظامين الإيراني والقطري لن يتوقف عن كل هذا الذي يقوم به، لكن تأثيره محصور في البسطاء من الناس والذين لا يدركون ما يجري من حولهم ولا يعرفون مقدار الجرائم التي يرتكبها هذان النظامان وينخدعون بالشعارات التي يتم رفعها في كل حين، أما الغالبية من البشر فيعرفون كل حيل وألاعيب هذين النظامين وصاروا قادرين على تبين الأهداف الخفية من كل ما يبثانه وينشرانه.

سيستمر إعلام النظامين الإيراني والقطري في تناول قصة جمال خاشقجي وسيؤلفان منها آلاف القصص التي يمكن أن تشغل آلاف الساعات من مساحة بث فضائياتهما وإذاعاتهما وتستهلك مئات الأطنان من الورق المستخدم في إنتاج صحفهما، وسيستمران أيضا في إنتاج آلاف القصص الرامية إلى الإساءة إلى السعودية والإمارات والبحرين ومصر. فهكذا هو حال الإعلام الناقص.