العربية

ارتفع إجمالي ضحايا الحرائق التي وقعت منذ أمس الأربعاء، في 14 ولاية بالجزائر إلى 37 حالة وفاة، ومئات الجرحى في حصيلة رسمية أولية، ما أيقظ شبح صيف 2021 الذي سجّل سقوط أكبر عدد من ضحايا النيران في تاريخ البلاد المعاصر.





فقد أعلنت مصالح "الدفاع المدني"، اليوم الخميس، أن عدد ضحايا الحرائق التي تشهدها ولاية الطارف بلغ منذ أمس 30 حالة وفاة و161 إصابة بجروح، من بينهم 21 تحت المراقبة الطبية.

5 من عائلة واحدة

بينما سجلت ولاية سوق أهراس وفاة 5 أشخاص من عائلة واحدة، تم العثور على جثثهم صباح اليوم، في حين سجلت ولاية سطيف وفاة سيدة وابنتها أمس، وفق ما أعلن وزير الداخلية كمال بلجود.

وللوقوف على حجم الآثار والتداعيات وصل اليوم رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، إلى ولاية الطارف الأكثر تضررا، حيث لا تزال فرق الحماية المدنية تعمل على إخماد الحرائق المشتعلة في عدة نقاط، بحسب ما أفاد مراسل العربية الحدث.

الرياح صعبت المهمة

وأوضح رئيس الوزراء أن قوة الرياح صعبت مهمة إخماد الحرائق، مؤكداً أنه سيتم تعويض المتضررين من الخسائر.

أتى كلام الوزير الأول فيما فرت 350 عائلة من منازلها في سوق هراس، وأغلقت الأجهزة الأمنية طرقًا عديدة بسبب النيران.

مشاهد مؤلمة

بالتزامن، أظهرت بعض المشاهد التي انتشرت بين الجزائريين على مواقع التواصل وقائع صادمة، لاسيما بعد أن حاصرت ألسنة النار منازل المدنيين، وهرع رجال الإطفاء إلى إنقاذ الجرحى.

كما بينت بعض الفيديوهات محاصرة النيران لعدد من الأطفال في أحد المنازل المحترقة، بينما حاول عناصر الإطفاء إخراجهم.

وكانت مروحيات تدخّلت أمس في ثلاث ولايات، بينها سوق هراس البالغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة.

يشار إلى أن تلك الحرائق أحيت مجددا الجدل بشأن نقص عدد قاذفات المياه، الذي سبق أن هزّ البلاد الصيف الماضي.

فيما أوضح وزير الداخلية أنّه منذ بداية الشهر الحالي (أغسطس 2022) ، اندلعت في البلاد 106 حرائق، ما أدّى إلى تدمير 800 هكتار من الغابات و1800 هكتار من الأراضي، مؤكداً أنّ بعضها مفتعل.

ويشهد شمال البلاد كلّ سنة حرائق غابات، وتتزايد بشدة هذه الظاهرة بسبب التغيرات المناخية.

وكان صيف العام 2021 الأكثر تسجيلا لعدد القتلى إذ لقي تسعون شخصا على الأقل حتفهم في حرائق غابات ضربت شمال البلاد، وأتت على أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات.