* بريطانيا تدرس حظر الجناح السياسي لميليشيا "حزب الله"

* وزير خارجية بريطانيا يجري محادثات "صعبة" مع نظيره الروسي

لندن - كميل البوشوكة، (وكالات)



في ظل العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران، ومكملاتها المقررة في نوفمبر المقبل، تسعى قوى غربية إلى تضييق الخناق على طهران، عبر الكيانات التي تأتمر بأمرها، لاسيما "حزب الله" اللبناني. ويبحث وزراء في الحكومة البريطانية حظر "حزب الله" في المملكة المتحدة، بهدف تشديد الضغوط على إيران لاستمرار دعمها للجماعات المسلحة الخارجة عن القانون حول العالم.

وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "لندن تدرس حظر "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، بعد دعوات عدد من الوزراء".

وتحظر بريطانيا الميليشيات المسلحة التابعة للحزب منذ عام 2008، لكنها لم تحظر الجناح السياسي له.

ويضغط وزير الخارجية البريطانية جيريمي هانت، من أجل اتخاذ إجراء قاس بحق "حزب الله"، لكن وزارة الداخلية التي يقودها ساجد جاويد، لم تؤكد اتخاذ أي عقوبات بعد.

كذلك يبدو هانت حريصاً على الضغط على طهران، من أجل الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف، البريطانية من أصل إيراني، المعتقلة في إيران بتهمة التجسس، حيث اعتبر أن "إيران تستخدم نازانين كـ"رهينة دبلوماسية"".

ويرى منتقدو "حزب الله" في بريطانيا، بما في ذلك عضو البرلمان عن حزب العمل جوان ريان، أنه "لا يوجد أي اختلاف حقيقي بين الجناحين العسكري والسياسي لـ "حزب الله""، معتبراً أنهما "يشجعان على تصدير الإرهاب".

وحتى وقت قريب، كانت الحكومة البريطانية تبرر عدم حظر الجناح السياسي لـ "حزب الله"، بالرغبة في الإبقاء على علاقاتها مع الحكومة اللبنانية، التي يدخل فيها الحزب، وذلك بناء على "توصيات أمنية".

لكن وزير الخارجية قال في بيان عقب توليه منصبه، إن ""حزب الله" منظمة مشينة ومقززة"، مشيراً إلى رفضه إياه "بشكل كامل"، في إشارة إلى الجناحين العسكري والسياسي للحزب.

وأشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني توم توغندات، إلى أن "حظر الجناح السياسي لـ "حزب الله"، لن يؤثر على علاقات الحكومتين البريطانية واللبنانية".

يشار إلى أن ""حزب الله" يصنف على أنه جماعة إرهابية بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن حظر الجناح السياسي لـ "حزب الله" في عام 2012.

وقالت "الغارديان" إن "وزير الخارجية البريطاني يسعى إلى الضغط على إيران من أجل إطلاق سراح نازانين زاغاري راتكليف"، فيما اتهم إيران بأنها "تستخدم نازانين زاغاري راتكليف بمثابة بيدق دبلوماسي".

وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ضغط وزير الخارجية البريطاني على نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، للتدخل في قضية زاغاري راتكليف، المحتجزة منذ عامين في إيران. وقال هانت "أريد من إيران أن تعترف علناً بأن هذا الوضع يجب معالجته، لذا، ما تفعله إيران هو إجبار الأبرياء على خلق نفوذ دبلوماسي".

ويؤكد منتقدو "حزب الله" اللبناني أنه "لا يوجد أي فارق حقيقي بين الجناحين العسكريين والسياسيين لـ "حزب الله""، معتبرين أنهما "يشجعان على التطرف، وتصدير الإرهاب".

وذكرت صحيفة "الغارديان" أن ""حزب الله"، المدعوم مالياً وعسكرياً من إيران، يعتبر بالفعل جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وكندا وجامعة الدول العربية، فيما حظر الاتحاد الأوروبي الجناح السياسي لحزب الله في عام 2012".

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال محادثات "صعبة" بأن موسكو لن تفلت بعد الآن من عواقب استخدامها اسلحة كيميائية.

وصرح هانت لقناة "سكاي نيوز" أنه أجرى مع لافروف "تبادلا صريحاً للآراء" على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك.

وياتي بث المقابلة غداة تقرير مجموعة "بيلينغكات" الاستقصائية بأن احد المشتبه بهما في تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في انجلترا هو كولونيل في الاستخبارات العسكرية الروسية.

وقال هانت "لقد كان لقاء صعبا لأن روسيا لا تقبل أنها أمرت اثنين من الاستخبارات العسكرية الروسية باستخدام أسلحة كيميائية على الأراضي البريطانية".

وقال هانت إن قتل منتقد الكرملين الكسندر ليتفينينكو بمادة مشعة في 2006 الذي تلقي لندن مسؤوليته على روسيا، جعل موسكو تفكر أن بإمكانها الإفلات بارتكاب جرائم مشابهة.

وأضاف هانت "انهم يشعرون أنهم أفلتوا بـ "جريمة ليتفينينكو"، ولهذا السبب كان رد فعل "رئيسة الوزراء البريطانية" تيريزا ماي كان مختلفا جداً هذه المرة".

وشفي سكريبال وابنته يوليا من الهجوم الذي وقع في مارس في مدينة سالزبيري وتقول بريطانيا انه استخدم فيه غاز نوفيتشوك.

إلا أن الحادث أدى إلى أكبر موجة من عمليات طرد الدبلوماسيين المتبادلة بين موسكو ودول غربية.

وجمدت العلاقات بين لندن وموسكو منذ ذلك الوقت.

ونفت روسيا بشدة اغتيال ليتفينينكو أو الهجوم على سكريبال.

في وقت لاحق، نقلت وسائل الإعلام في موسكو عن أحد أعضاء البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة أنه لم يكن هناك لقاء ثنائي بين لافروف وهانت.

وقال "كان هناك فطور للدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تبادلت خلاله هذه الدول الآراء".