* برهم صالح رئيساً للعراق وتوافق على عادل عبدالمهدي لرئاسة الحكومة

* شبح الاغتيال يطارد "جميلات العراق"

بغداد – وسام سعد، دبي - (العربية نت)



انتخب البرلمان العراقي، الثلاثاء، برهم صالح رئيساً للجمهورية، بعد انسحاب مرشح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين من سباق الرئاسة، فيما أكدت مصادر عراقية أنه "من المتوقع أن يكلف رئيس الجمهورية، السياسي العراقي عادل عبدالمهدي لتشكيل الحكومة، خاصة بعد أن تحدثت تقارير في وقت سابق عن أن هناك توافقاً بين الكتل السياسية على تولي عبدالمهدي رئاسة الحكومة".

وكانت عملية فرز أصوات النواب قد انتهت، من دون حصول أي من المرشحين على ثلثي الأصوات المطلوب لحسم المنصب. وشرع النواب في جلسة تصويت ثانية انتهت بانتخاب صالح.

وفي الجلسة الأولى تقدّم صالح على حسين، حيث حصل الأول على 170صوتاً والثاني على 89 صوتاً، بينما بلغ عدد المصوتين 302 نائب.

وعقد البرلمان جلسته الثلاثاء لانتخاب رئيس الجمهورية، بعد إخفاقه الاثنين في المهمة.

وكان مجلس النواب العراقي أخفق في تسمية رئيس الجمهورية في جلسة الاثنين، ورفعها رئيس البرلمان للثلاثاء، على أمل التوصل إلى توافق سياسي خاصة داخل البيت الكردي.

وجاء التأجيل - بحسب برلمانيين - استجابة لطلب نواب أكراد من الحزبين الاتحاد الوطني الكردستاني، والديمقراطي الكردستاني، ومنحهم فرصة بهدف الاتفاق على مرشح واحد يشغل منصب رئيس الجمهورية.

وتم حسم أمر المنصب الثلاثاء وفقا للمهلة التي حددها الدستور، وهي الثاني من أكتوبر، ليسدل الستار على جدل سياسي استمر أسابيع.

وتنافس على منصب رئيس الجمهورية 20 مرشحاً.

من ناحية أخرى، أثار اغتيال عارضة أزياء ووصيفة ملكة جمال العراق تارة فارس استياء شعبياً واسعاً ومخاوف من استهداف لكل شي جميل في العراق فقد سقطت فارس ضحية رصاص مسلحين مجهولين بعد أسابيع من وفاة خبيرتي تجميل معروفتين في ظروف غامضة وسط عجز حكومي عن اعتقال الفاعلين أو الكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاتهما.

وفارس هي إحدى عارضات الأزياء ومن أشهر النجمات العراقيات على مواقع التواصل الاجتماعي وعادة ماتعرض تقارير وفيديوات جريئة وهي من مواليد عام 1996، وفازت بلقب وصيفة ملكة جمال العراق عام 2014 وتعيش بين تركيا والعراق واستقرت مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة وقد اكتسبت شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن أنها شاركت في عدة أعمال فنية وأصبحت وجهاً دعائياً للعديد من العلامات التجارية.

ونشرت عارضة الأزياء والإعلامية شيماء قاسم، الحاصلة على لقب ملكة جمال العراق عام 2015 بعد مقتل تارة فارس مقطعاً مصوراً قالت فيه إنها تلقت تهديدات بالقتل.

وظهرت قاسم في بث مباشر نشرته عبر حسابها الرسمي على إنستجرام وهي تبكي قائلة إنها تلقت رسالة جاء فيها جايلك الدور متسائلة هل ذنبنا أننا مشهورون ونظهر في الإعلام.

وقبل يومين من اغتيال فارس اغتيلت سعاد العلي إحدى الناشطات في المجتمع المدني بإطلاق نار أيضاً في البصرة، وفي غضون شهر ونصف تقريباً شهد العراق أربع عمليات اغتيال طالت شخصيات نسائية معروفة ، مما أثار جدلاً في ظاهرة غريبة من نوعها وبدأ مسلسل التصفيات في صفوف نساء من المشاهير في مجالات فنية وحقوقية في العراق منذ أواخر أغسطس الماضي.

وقالت الناشطة المدنية إيمان عباس لـ "الوطن" إن "حوادث قتل النساء المشهورات العراقيات أصبحت حقيقة لا يمكن أن تخفيها أية حجة أو بيان كالبيانات المعتادة".

وأضافت عباس أن "هذه التصفيات لا يمكن أن تكون بمحض الصدفة أو بسبب خلافات عائلية أو بسبب جرعات دواء زائدة إنما هي تمثل رسالة تهديد شدية اللهجة والوضوح لكل نساء العراق في داخلها وخارجها للتوقف عن الظهور والنجاح والشهرة، والتوقف عن الدفاع عن الحقوق والحرية".

واشارت عباس الى ان "قاتل هؤلاء الضحايا من نساء بغداد يريد ان يوضح ان هدفهم من ذلك قتل الجمال والتنوع الاخلاقي والحضاري في هذا البلد".

وتباينت آراء المواطنين في العراق وتحليلاتهم بشأن موجة الاغتيالات التي شهدتها العاصمة بغداد خلال الأيام الماضية وكان آخرها اغتيال الموديل فارس، وفي أحد التحليلات يتناول عراقيون نظرية وقوف جماعات دينية متشددة وراء عمليات الاغتيال والتصفية، بداعي أنها تخالف الدين وعادات وتقاليد المجتمع، خاصة وأن عمليات الاغتيال جاءت في وقت متقارب واختيار الخميس الذي تستحب فيه الأعمال عند بعض الجماعات.

ومع نهاية الحرب على تنظيم الدولة "داعش"، قبل أكثر من عام، شهد المجتمع العراقي انفتاحًا ملحوظًا فيما يتعلق بنشاطات عارضات الأزياء ونجوم المجتمع وعمل مراكز التجميل تلبية لتطورات المرحلة وهو ما أثار استياء فصائل مسلحة رأت في ذلك تهديدًا واضحًا لمكاسبها والفكر الذي تحاول نشره في صفوف المجتمع العراقي.

ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وزارة الداخلية بالتحقيق في جرائم الاغتيال والخطف التي شهدتها مدينتي البصرة وبغداد.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقت "الوطن" نسخة منه، "وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي كلا من وزارة الداخلية والخلية الاستخبارية بالعمل فورا وخلال 48 ساعة على تركيز الجهود على المستوى الوطني والحصول معلومات واتخاذ إجراءات تتعلق بجرائم اغتيال واختطاف حصلت بتنفيذ عالي المستوى في البصرة وبغداد أماكن أخرى بصورة متزامنة".

واعتبر البيان أن "تكرار الحوادث في المدينتين بشكل متزامن يعطي الانطباع بأن وراءها مخططا من جهات منظمة هدفه الإخلال بالأمن تحت ذرائع محاربة مظاهر الانحراف وإظهارها على أنها حالات مفردة وهي لا تبدو كذلك".