غزة - عز الدين أبو عيشة، (وكالات)

استشهد فلسطينيان بينهم طفل وأصيب المئات، الجمعة، خلال قمع جنود الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات العودة الشعبية التي دخلت شهرها السابع على التوالي في قطاع غزة. وتقام احتجاجات هذه الجمعة تحت شعار "جمعة الصمود والثبات" وهذه هي الجمعة رقم 28 منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس الماضي.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة "استشهد الجمعة الشاب محمود أكرم محمد أبو سمعان "24 عاماً" الذي أصيب برصاصة من الجيش الإسرائيلي في البطن وخرجت من الصدر في شرق غزة".



وأضاف "كما استشهد الفتى فارس حافظ السرساوي "14عاماً" برصاصة في صدره شرق غزة"، موضحاً أن "عدد الجرحى ارتفع إلى 376 إصابة مختلفة تم تحويل 192 منها إلى المستشفيات، ومن بين الإصابات 126 بالرصاص بينها سبع حالات خطيرة".

كما أوضح القدرة "أن رصاصاً مباشراً استهدف سيارتي إسعاف وخيمة طبية، وأصيب مسعف إصابة خطرة، كما أصيبت أيضا صحافية". ونقل صحفي بعد إصابته.

واصيب المئات بينهم صحفية ومسعف، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمع قوات الاحتلال للمشاركين السلميين في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة، المستمرة للجمعة الثامنة والعشرين على التوالي.

وبحسب الطواقم الطبية فإن الاحتلال اطلق النار الحي على صدر الصحفية دعاء زعرب، وسجلت إصابتها متوسطة، وتعد هذه الصحفية من أبرز نشطاء التواصل الاجتماعي الذين عملوا على تغطية أحداث مسيرة العودة منذ انطلاقها.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة اشرف القدرة، فإن النقاط الطبية قامت بتحويل 22 إصابة إلى المستشفيات داخل قطاع غزة، ومن بين الإصابات 18 بالرصاص الحي.

ولم تقتصر اعتداءات الاحتلال على ذلك، بل أيضاً استهدفت سيارة إسعاف في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأخرى في مخيم العودة وسط القطاع شرق البريج.

وخلال مشاركة الآلاف من الشعب الفلسطيني في مسيرة العودة وكسر الحصار في جمعتها 28 والتي أطلق عليها جمعة الثبات والصمود مطالبين بإنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة والعودة إلى أراضيهم المحتلة، استخدم جنود الاحتلال غازاً مسيل للدموع.

وإلى جانب إطلاق الغاز من قنابل، او مقذوف أو طائرات مسيرة، أطلق الجنود النار الحي باتجاه المتظاهرين السلميين، وكذلك استخدموا قذائف الدبابات المتمركزة على الحدود الشرقية مع القطاع.

وأعلنت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي وشرطته منطقة الحدود مع قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة، وأغلقت طرقًا في غلاف غزة خوفاً من التصعيد الأمني، يحظر الاقتراب منها.

يأتي ذلك في ذروة تصعيد إعلامي وعسكري إسرائيلي، وسبق هذه الخطوات الإعلان عن تعزيز قوات الجيش في محيط القطاع، ونشر بطاريات القبة الحديدية، بالإضافة لعشرات التصريحات التي تحذر من موجة تصعيد مقبلة.

أما على صعيد مجالس مستوطنات غلاف غزة، نشر مجلسا أشكول وساحل عسقلان توجيهات للمستوطنين أن تحركات الجيش الأخيرة تأتي للتأقلم مع التحديات بالقرب من السياج وأن الأوضاع لا زالت طبيعية.

وهدد رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالرد الحازم تجاه أي عمل ضد المستوطنين فيما يسمى "غلاف غزة".

وقال نتنياهو وفقاً لموقع "واللا" العبري "إسرائيل سترد بكل حزم ضد قطاع غزة في أي عملية ضد مستوطني غلاف غزة وجنوب إسرائيل".

وكانت الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار دعت إلى استمرار المشاركة الشعبية فيها، مؤكدة على سلمية وشعبية المسيرات وأدواتها وإبداعاتها بكل أشكالها.

وبدأ آلاف الفلسطينيين، بعد صلاة عصر الجمعة، بالتوافد إلى خيام العودة.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن احتجاجات الجمعة "تعكس ثبات الجماهير الفلسطينية، والتفافها حول مسيرة العودة وكسر الحصار".

وقال الناطق باسم حماس عبداللطيف القانوع في بيان إن "تلك الجماهير تؤكد على قدرة صمودها الأسطوري أمام آلة القتل الإسرائيلية، وأنها لن تحيد عن دربها حتى تحقيق أهدافها وعلى رأسها رفع الحصار".

وأضاف القانوع أن "كل من يراهن على تراجعها "مسيرات العودة" واهم".

يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي نشر تعزيزات من قواته على طول السياج الفاصل مع قطاع غزة، تحسباً للتطورات الميدانية واحتمالات التصعيد.

وكثف الفلسطينيون مؤخراً من احتجاجاتهم، بما في ذلك تجمعات ليلية على الأطراف الحدودية مع إسرائيل.

وتطالب الاحتجاجات برفع الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.

وبحسب وزارة الصحة في غزة استشهد 197 فلسطينيا وأصيب 21600 آخرين بجروح وحالات اختناق في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء مسيرات العودة.