الخرطوم - كمال عوض

طالب الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء "الشباب في بلاده بتوحيد وتنظيم صفوفهم"، معرباً عن "استعداده لتسليم السلطة إليهم". وأكد البشير "التزام الدولة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي ارتضاه كل أهل السودان باعتباره المخرج الوحيد لمعالجة التحديات التي تجابه الوطن"، مشيداً "بكل القوى السياسية الوطنية التي تداعت استجابة لنداء الحوار".

وأوضح الرئيس السوداني لدى مخاطبته نفرة سلام السودان التي نظمتها قوى الحوار الوطني بالساحة الخضراء أن "البلاد ظلت تواجه المؤامرات التي تستهدف عزة وكرامة أهل السودان بكل صبر وثبات"، مشيراً إلى "سعي الدوائر الاستعمارية للنيل من وحدة السودان واستقراره". وأضاف "حاصرونا وحاربونا ولكن لم يزدنا ذلك إلا منعة وقوة ولن نركع لغير الله". وقال إن "هناك بعض الدول حاولت ابتزازنا بالقمح والدولارات مقابل سيادة وعزة وكرامة الشعب السوداني. وزاد قائلاً، "كل من يعتقد بأن السودان سيلحق بالدول التي انهارت سينتظر طويلاً وسيخيب رجاؤه". وقال البشير إن "أي تخريب أو استهداف للممتلكات العامة والخاصة سيتم مواجهته وحسمه". وأبان البشير بأن "من يريد السلطة عليه الاحتكام للشعب السوداني والاستعداد لانتخابات 2020"، داعياً الشباب "للاستعداد خلال المرحلة المقبلة لتسلم مواقع المسؤولية".



وأكد البشير أن "كل أسباب الضائقة المعيشية سيتم تجاوزها من خلال الإجراءات والتدابير التي تعكف عليها الحكومة حاليا". وتقدم رئيس الجمهورية بالشكر للدول الشقيقة والصديقة التي ساندت ودعمت السودان. وأوضح أن "الشعب السوداني بالرغم مما يعانيه من ضائقة، إلا أنه فتح أبوابه لاستضافة اللاجئين من جيرانه ومن الدول الأخرى تحقيقا لمعاني التكافل والتراحم". ودعا الرئيس البشير "حاملي السلاح للاحتكام لصوت العقل والانخراط في مسيرة البناء والحوار الوطني باعتبار أن السودان وطن يسع الجميع". وقال إن "الحوار الوطني ناقش كل قضايا الوطن ووصل إلى مخرجات تعمل الدول على تنفيذها بالتنسيق مع كل قوى الحوار".

في شان متصل، انطلقت في مدينة أم درمان العاصمة الوطنية الأربعاء مظاهرات تطالب بتنحي النظام الحاكم، وردد المتظاهرون الذين خرجوا عقب حشد النظام الحاكم هتافات تطالب "بالحرية والعدالة والسلام". وبادرت قوات الأمن إلى تفريق المتظاهرين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع. ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر الماضي احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع المعيشية عمت مدنا عدة بينها الخرطوم، وشهد بعضها أعمال عنف. وتحولت الاحتجاجات التي اندلعت في البداية في بلدات وقرى قبل أن تنتقل إلى الخرطوم، إلى تجمعات مناهضة للحكومة وصفها محللون بأنها "أكبر تحد يواجهه نظام البشير منذ سنوات".