الحرة

منيت أحزاب السلطة في لبنان بالهزيمة في انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، التي نظمت الأحد، أمام مرشحين محسوبين على ما يسمى "قوى 17 تشرين" التي تقود التظاهرات الاحتجاجية منذ عام 2019، وذلك في مؤشر يدق ناقوس الخطر بالنسبة إلى الاحزاب التقليدية المهيمنة، قبل عام من فتح صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية.

وأعلنت لائحة "النقابة تنتفض" التي تمثل مرشحي المعارضة، فوزها في انتخابات الأحد التي تعتبر المرحلة الأولى من انتخابات نقابة المهندسين، على أن تجري "المعركة الأكبر" في انتخابات النقيب والأعضاء العشرة لمجلس النقابة في 18 يوليو المقبل. وأعلنت اللائحة على حسابها بتويتر أن "النقابة انتفضت... فانتصرت".

وفيما تشهد صفوف أحزاب السلطة التقليدية تشرذما في ظل الصراع السياسي والانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخ لبنان المعاصر، جاءت انتخابات نقابة المهندسين بمثابة انتكاسة سياسية ثانية لتلك الأحزاب، بعد نحو سبعة شهور من انتخابات مشابهة جرت في نقابة المحامين، وخرجت بشكل كبير من القبضة الحزبية الممسكة بالعمل النقابي في البلاد منذ سنوات ما بعد نهاية الحرب الأهلية، وفقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.

وبحسب النتائج غير النهائية، فإن تحالفا يضم أحزاب السلطة التقليدية، ويشمل تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، لم يتمكن من الفوز سوى في فرع واحد من فروع النقابة التي جرت فيها الانتخابات. إذ أعلنت هيئة شؤون الإعلام في تيار المستقبل فوز مرشح التيار محمد الحجار في الانتخابات لرئاسة الفرع السادس.

وتحالفت لائحة "النقابة تنتفض" في الانتخابات مع قوى وحركات قادت الثورة الاحتجاجية ضد النظام، منذ أكتوبر 2019، والتي اصطدمت بقوى السلطة في الشارع في مختلف مناطق لبنان وجرى قمعها في أحيان كثيرة، ما أشاع أجواء تنبئ بصعوبة التغيير في الشارع. إلا أن نتائج صناديق الاقتراع في نقابة المحامين، ثم في نقابة المهندسين، تعد مؤشرا على أن السعي إلى التغيير، لم ينته.

وفاز المرشح بول نجار من لائحة "النقابة تنتفض" مع تصدره لائحة الفرع في انتخابات مجلس المندوبين، وهو والد الطفلة ألكسندرا، التي قتلت في انفجار مرفأ بيروت، في 4 أغسطس 2020، الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا قتلى وجرحى، ودمر أحياء كاملة بالعاصمة، ما يعد "انتصارا رمزيا" حمل الكثير من الدلالات، وفقا للوكالة.