تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق صورة لطالبة في المرحلة الثانوية تصطحب معها مروحة "شحن" خلال أدائها الامتحانات.

وحملت الطالبة مروحة تعمل بنظام الشحن لتخفيف عبء الحر وهي تؤدي امتحاناتها النهائية في قاعة دراسية تبدو غير مكيفة أو غير مؤمّنة بالكهرباء.



وحالما نشرت صورة الطالبة على منصات التواصل الاجتماعي توالت الردود والتعليقات التي أذكت جراح العراقيين بمعاناة الكهرباء ومأساتهم المستدامة منذ عقود.

وجاء في أحد التعليقات التي اتسمت بالغضب والازدراء: "هل من المنطق والمقبول هكذا حال بلاد تعوم على النفط والثروات؟!".

وفي تفاعل آخر، يقول أحد المغردين "اليوم أبناؤنا يخوضون الامتحانات النهائية تحت وطأة الحر التي عشناها ونحن تلاميذ قبل عقود وكأنها أزمة متوارثة عبر الأزمان".

وأردفت مواقع أخرى كانت تفاعلت مع "الطالبة التي تحمل مروحة ذات نضيدة شحن"، بالسخرية والتهكم من الواقع المعاش للتعليم العراقي، بعبارة "الامتحان فوق فوهة بركان".

ومطلع الأسبوع، توجه 480 ألف طالب وطالبة في بغداد وبقية المحافظات، لأداء الامتحانات الوزارية للمرحلة الإعدادية بصفوفها المنتهية في دورها الأول للعام الدراسي (2020 - 2021).

وتأتي الامتحانات النهائية في ظل ارتفاع درجات الحرارة في العراق تزامناً مع فصل الصيف يرافقها تراجع بمعدلات تجهيز الطاقة الكهربائية جراء سلسلة التفجيرات التي تضرب الأبراج الناقلة منذ نحو شهرين.

ويؤدي طلاب العراق امتحاناتهم في غير موعدها المعتاد، حيث كان من المعتاد أن تكون في أواخر يونيو أو بدايات يوليو من كل عام، لكن جاء التأجيل هذا العام جراء الظروف التي فرضتها جائحة كورونا في العراق والقيود الصحية المفروضة من قبل السلطات.

وبعاني العراق من شح ونقص كبير في الأبنية المدرسية التي تستوعب أعداد الطلاب والتلاميذ فضلاً عن تهالك أغلبها جراء القدم، حيث بني أغلبها منذ أكثر من 4 عقود.

ويعاني العراق أزمة في الطاقة الكهربائية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي جراء تدمير البنى التحتية لمنظومات الطاقة في العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة.

وما بعد 2003، ورغم إنفاق أكثر من 60 مليار دولار على هذا القطاع، إلا ان الطاقة الكهربائية في العراق لا تزال تعاني التعثر والانهيارات بين الحين والآخر.