الحرة

المعاناة اليومية التي يعيشها اللبنانيون بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، دفعت الكثير منهم إلى توجيه النقد العلني لحزب الله المتهم مع الطبقة السياسية بالمسؤولية عن الانهيار الحاد للعملة، وما وصلت إليه أحوال البلاد.

وبحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس، فإن هذا السخط على حزب الله، يأخذ شكلا مختلفا هذه المرة، إذ أصبحت علانية الانتقاد حاضرة، وحتى أنها وصلت إلى التحدي والمواجهة المباشرة، والتي تمثلت في قيام عدد من اللبنانيين بتكسير مركبات تابعة لحزب الله كانت تمر في منطقتهم بعدما أطلقوا صواريخ استهدفت مواقع في إسرائيل.

حادثة التعرض لمركبات حزب الله، قد تعد حالة فريدة من نوعها، وهي تشير إلى إدراك الناس من المسؤول عن افتعال الأزمات وتأجيجها في البلاد، وكأن لسان حالهم يقول "إننا لن نخاطر بإشعال حرب جديدة مع إسرائيل".

المحلل متخصص بشؤون الشرق الأوسط، جو معكرون، يقول، في حديث للوكالة، إن "حزب الله يواجه التحدي الأكبر له في الحفاظ على السيطرة على النظام اللبناني، أو بما يسمى بالحفاظ على بيئة المقاومة ضد إسرائيل".

وأضاف إن حزب الله لن يكون نفسه بعد انتهاء الأزمة الحالية، إذ عليه أن يتكيف لضمان بقائه السياسي على المدى الطويل، أما في المرحلة الحالية فعليه الحد من الخسائر بقدر الإمكان.





مايكل يونغ، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، كتب بأن "عددا متزايدا من اللبنانيين يدركوا أن مفهوم الدولة اللبنانية لا يتعايش مع ميليشا مسلحة تخدم قوة خارجية"، حسب أسوشييتد برس.

وتقول الوكالة إن الغضب من حزب الله لا يعبر عنه فقط بين من هم لا يدينون بالولاء له، إنما أيضا من أتباعه الين احتجوا مؤخرا على انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وانهيار العملة المحلية.

واندلعت احتاجات ومشاجرات في محطات الوقود في لبنان، وبعضها في معاقل حزب الله، حيث أغلق مجموعة من المتظاهرين طرقا رئيسية في جنوب لبنان.

انتقاد حزب الله في معاقله لم يكن أمرا مألوفا، خاصة وأن من يتقاضون رواتبهم منه يحصلون عليها بالدولار وليس بالليرة اللبنانية التي فقدة نحو 90 في المئة من قيمتها في عامين.

زعيم حزب الله، حسن نصر الله، كان قد عزى ما يحصل في لبنان إلى "حصار غربي غير معلن"، على حد تعبيرة.

ويقول لبنانيون إن حزب الله بدلا من أن يضغط باتجاه الاصلاح، فإنه يدفع البلاد نحو إيران.

وأصبحت الانتقادات تطال حزب الله باعتباره دولة داخل دولة، وحتى عندما حاول التدخل للتخفيف من الآثار الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، إلا أن خطواته لم تشمل إلا من يتبعونه فقط، بإصدار بطاقات تموينية وزعها على نحو 80 ألف شخص من أتباعه، إلى جانب تلقي العلاج في نحو 50 عيادة خاصة تتبع للحزب.