استضاف مركز جامعة الخليج العربي لخدمة المجتمع والاستشارات والتدريب والتعليم المستمر استاذ الفيزياء التطبيقية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور وهيب عيسى الناصر لتقديم محاضرة حول "الاستهلال من منظور فيزيائي طبي"، حضرها نحو 60 مشارك من طلاب كلية الطب وأعضاء الهيئة الاكاديمية وعدد من المهتمين برصد الأهلة، ومعرفة طرق تحديد أوائل الشهور القمرية، وذلك بالحضور المزدوج الفعلي والافتراضي.

هدفت المحاضرة إلى خلق وعي فيزيائي و طبي و فلكي حول موضوع ترائي الهلال، وشرح كيف أن للقدرات البصرية الشخصية دورا في ذلك، مع تعزيز ذلك بتطبيق لمحاكاة رصد الهلال في حال السماء صافية (لون الغروب) أو عكرة نسبيا (زرقاء - بيضاء).



وتناول الدكتور الناصر في المحاضرة بيان الفرق بين ضياء الشمس ونور القمر، والمعايير المختلفة في طرق تحديد أوائل الشهور القمرية ( حوالي 11 معيارا) و مقارنته بمعيار التقويم الإسلامي الموحد (نظير لتقويم أم القرى) الذي تتبعه مملكة البحرين، موضحاً ما هو الاستهلال، وما فوائد الأهلة، وظروف رؤية هلال شوال 1443 هـ في مساء الأحد 1مايو 2022 م، رغم أن ولادته ستكون مساء السبت عند الساعة 11:30 مساء، والذي سيكون في هيئة كسوف يشاهد في جنوب الأرجنتين.

وشرح الأستاذ الدكتور وهيب الناصر طريقة لفحص القدرات الفردية في رصد الأهلة، وبيّن لماذا الاختلاف في القدرة الفردية على رؤية الأهلة؟ و ما هو دور قوة التفريق للعين البشرية في رؤية الهلال وكذلك الخلايا الأسطوانية في قاع العين وتوزيعها على شبكية العين ، وهي خلايا مسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت والقدرة على رؤية جرما لونه مقاربا لوسطه ( الهلال في السماء بغيد الغروب)، موضحا ً حقيقة ابصار زرقاء اليمامة، وكذلك الألمانية فيرونيكا سيدر (المدرجة في موسوعة جينيس كأكثر شخص في الرؤية البصرية في عام 1972 م)، وفي ختام المحاضرة ناقش ملاحظات مهمة لرصد الأهلة بيّن حدة رؤية العين وإمكانية التحويل من التوقيت الغروبي إلى زوالي.

وخلال المحاضرة أبهرت الحضور طالبة السنة الأولى بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي (بروق غانم السليطي - بحرينية ) بقدرتها على رؤية محاكاة ستة أهلة على الشاشة (خلفية بلون برتقالي) بينما باقي الحضور لم يستطيعوا رؤية إلا ثلاثة أهلة؛ وعند تغيير الخلفية إلى لون ازرق - ابيض استطاعت الطالبة نفسها سبعة أهلة بينما الاخرين استطاعوا رؤية ثلاثة أهلة فقط!.

عن ذلك، قال الاستاذ الدكتور الناصر، رئيس الجمعية الفلكية البحرينية: "هذا يقودني الى قناعة تامة - وللمرة الرابعة - مفادها بأن القدرات الفردية لها شأن خاص، وأن ظروف و معايير رؤية الهلال بحسب عمر الهلال ، والميل الزاوي، والبعد الزاوي، والاستطالة ليست حساب فلكي، وإنما هو أمر طبي فسيولوجي، وعليه، يكفي بمعشر الحاسبين أن نضع المعلومات عن احداثيات القمر، ويترك القرار للمحاكم الشرعية للدولة في تحديد ما إذا تم رؤيته أم عدم الهلال على الناس".