احتفت مجلة صوت الأزهر"، في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي، باستضافة مملكة البحرين لـ "ملتقى البحرين.. حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، تحت رعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، يومي 4 و5 نوفمبر المقبل، بمشاركة قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وأكثر من 200 شخصية بارزة من قادة الأديان ورموز الفكر في العالم.

وأشارت المجلة في تحقيق صحافي خاص عن الفعالية تحت عنوان "سفينة الأخوة الإنسانية ترسو في محطة جديدة على أرض البحرين"، إلى أن تنظيم هذا الملتقى يأتي في إطار حرص مملكة البحرين وتوجهها الاستراتيجي لمد جسور الحوار بين قادة الأديان والمذاهب ورموز الفكر والثقافة والإعلام، وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية ومجلس حكماء المسلمين ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وعدد من المؤسسات الدولية المعنية بالحوار والتعايش الإنساني والتسامح.

وأكدت المجلة أن جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، رسّخ نهج مملكة البحرين الثابت في التعايش السلمي والحوار والانفتاح على العالم بجميع أديانه ومذاهبه وطوائفه وثقافاته وأعراقه دون تمييز أو تعصب، وثبّت جلالته مرتكزات مثلت جوهر مبادئ السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، والتي تقوم على ضمان حق المعتقد الديني وممارسة العبادات والعيش على أرض البحرين بسلام وأمان ومحبة واحترام، وبذلت مملكة البحرين جهودًا كبيرة لتكريس هذه المبادئ والبناء عليها كثمرة للمسيرة التنموية الشاملة التي أرسى دعائمها جلالة الملك المعظم.



كما أكدت المجلة أن مملكة البحرين بفضل جهود جلالة الملك المعظم وبرؤيته الحكيمة أصبحت تتمتع اليوم بقدر رفيع من التقدير والاحترام والإشادة الدولية بجهودها في سبيل تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب، بما يسهم في الارتقاء بالمجتمعات ونشر ثقافة السلام في العالم.

وقالت مجلة "صوت الأزهر"، إن مملكة البحرين لديها تجربة تاريخية فريدة تمتعت بها منذ الآلاف السنين في مجال التعايش السلمي، واشتهرت على مر العصور باحتضان جميع الأديان والثقافات على أرضها، حتى أصبحت وجهة مثالية للسياح والمغتربين والمقيمين يعيشون فيها باستقرار وحرية، يتأثرون ويؤثرون ويسهمون بجهودهم واختلاف خبراتهم ومشاربهم في نهضة وبناء المملكة عبر التعايش الإيجابي الفاعل داخل المجتمع البحريني الأصيل الذي يرحب أهله ويتعايش مع جميع ضيوفه وسكانه.

وأضافت المجلة أن مدينة المنامة تقف شاهدًا حيًا على هذه الفسيفساء الفريدة لحجم التفاعل والتمازج بين جميع الديانات والطوائف والثقافات والحضارات ممن تركزوا في قلبها من كل بقاع الأرض باختلاف الأغراض والأهداف، لتشكل العاصمة المنامة منذ القدم إرثًا إنسانيًا وحضاريًا عريقًا، وأنها كانت وما زالت بمثابة نقطة التقاء جامعة لكل من وفد إليها واستقر ووجد وجهته في دور عبادة آمنة لمختلف الأديان بادرت المملكة بتشييدها، وكانت الرائدة في المنطقة التي تحتضن أقدم المساجد والكنائس والمعابد.

وأشارت المجلة إلى أنه تقديرًا لهذا الثراء الذي تتمتع به المنامة واعتبارها نموذجًا نابضًا على التعايش والتعددية فقد تم إدراجها على قائمة "اليونسكو" التمهيدية للتراث العالمي الإنساني والمدن المبدعة.

ونوهت المجلة إلى أن مبادرة مملكة البحرين بالدعوة إلى الملتقي تعتبر واحدة من ثلاث مبادرات مهمة أطلقتها البحرين انعكاسًا لعمق تجربتها في مجال التعايش والحوار بين الأديان وتجسيدًا لرؤية جلالة الملك المعظم في هذا المجال، حيث جاءت مبادرة تدشين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عام 2018 لتكون نقطة انطلاق للمملكة لتصبح محطة عالمية للسلام والتفاهم والحوار بين الأديان، ثم تلتها مبادرة تدشين "كرسي جلالة الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" في جامعة سابيانزا الإيطالية بالعاصمة روما، أقدم الجامعات الحكومية في أوروبا، والتي عبرت بجلاء عن اهتمام جلالة الملك المعظم بالتعليم والبحث العلمي، ونقل تجربة البحرين الرائدة في التعايش السلمي للمجتمع الدولي لتكون نموذجًا يحتذى به.

وقالت مجلة "صوت الأزهر" إن جهود جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، لتعزيز ثقافة احترام الآخر والتعايش بسلام لم تتوقف بإطلاق ورعاية هذه المبادرات فحسب، بل تم تدشين وإطلاق عدة مبادرات وبرامج عالمية مختلفة تكرس هذا المفهوم العالمي للسلام وعلى رأسها إطلاق مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي لبرنامج "الملك حمد للإيمان في القيادة" بالتعاون مع جامعتي "أكسفورد" و"كامبردج" ببريطانيا، وتأسيس "مركز الملك حمد للسلام السيبراني لتعزيز التسامح والتعايش بين الشباب" في مدينة نيويورك الأمريكية.

ولفتت المجلة إلى أن مركز الملك حمد للتعايش السلمي باعتباره الجهة الرسمية الداعمة والمعنية بتنفيذ برنامج الحوار بين الأديان وجهود السلام العالمي فقد عمل، وعلى مدار أربعة أعوام منذ تأسيسه، على تنفيذ وإطلاق برامج استراتيجية تعنى بفئة الشباب إيمانًا بأن التعليم والتدريب والوعي يتشكل من هذه الفئة العمرية المبكرة لصنع أجيال واعية ومسلحة بقيم التعايش السلمي والثقافة والعلم، وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة التي تهدد نشر السلام في العالم.

وقالت المجلة إنه إسهامًا في زيادة الوعي الإقليمي والعالمي بأهمية احترام الأديان وتقبل الآخر لتحقيق السلام والوئام بين مختلف الشعوب والمجتمعات، فقد أطلق مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في يونيو 2021 "وسام الملك حمد للتعايش السلمي"، والذي يعد بمثابة وسام استثنائي لتكريم خيرة الشخصيات والمنظمات العالمية الداعمة للقيم الإنسانية النبيلة التي تتبناها مملكة البحرين منذ مئات السنين، ووصلت ذروتها في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم.

ونشرت المجلة تصريحات لكل من المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور عبدالوهاب الحواج، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، والمطران بول هيندر، المدبر الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، تطرقوا فيها إلى أهمية ملتقى البحرين وما يحمله من رسائل تعكس الدور المحوري لمملكة البحرين في مجال التعايش والحوار بين الأديان والمذاهب والثقافات المختلفة، وما تقوم به من جهود لنشر السلام والتسامح والمحبة كقيم نبيلة ومشتركة تحقق الخير والنماء للإنسانية.

وأكدت مجلة "صوت الأزهر" في الختام أن العالم أصبح بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نشر لغة حوار مبنية على التفاهم والتعايش السلمي مهما تعددت الاختلافات بين الأديان والمذاهب والأجناس والثقافات وإلى ما يؤلف بين الشعوب ويقربها وليس ما يفرق بينها، ومن هنا تنبع أهمية الدور المحوري الذي يقوم به حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية المستنيرة الشاملة والمنفتحة على التعايش والسلام العالمي، كما تبرز أيضًا الجهود التي تقوم بها مملكة البحرين ممثلة في ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لتأهيل أجيال قادرة على نشر ثقافة الحوار والتعايش، ولتكون مملكة البحرين بقعة الضوء التي تنشر السلام والمحبة في كل أرجاء المعمورة.