أكد عدد من الشخصيات المسيحية أن "ملتقى البحرين للحوار.. الشرق والغرب من أجل التعايش"، والذي يعقد تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه يجسد نهج مملكة البحرين الدائم في الدعوة إلى نشر ثقافة السلام.

وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)" إن الملتقى الذي يتزامن مع الزيارة الرسمية التاريخية لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى مملكة البحرين تلبيةً لدعوة جلالة الملك المعظم، وبمشاركة وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، يأتي لتعزيز فكرة التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان كبديل عن التشدد والتعصب والتطرف، إذ أنه يجمع بين أقطاب دينية وحضارات وثقافات مختلفة.



من جانبه، قال القس هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية ورئيس جمعية البيارق البيضاء: "إن الملتقى يعتبر من أهم الأحداث التي ننهي بها سنة ونستقبل سنة جديدة"، مضيفًا: "أن اسم ومضمون الملتقى كان اختيارًا عبقريًا وشاملًا وجامعًا لمفهوم السلام والتعايش، حيث جاء في وقت فيه العالم في أمس الحاجة إلى حوار سلمي وفتح قنوات للحوار لحل المشكلات الاقليمية والعالمية".

وأكد أن المؤتمر يضع مملكة البحرين في مكانها الحقيقي للدول الصانعة ​لل​سلام والداعمة للتعايش بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

من جانبها، قالت السيدة أليس توماس سمعان إن ملتقى البحرين للحوار سيخرج بمردود عالمي، بخاصة وأن صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، دائمًا ما يركز في خطاباته بالمحافل الدولية على الدعوة إلى ترسيخ قيم التعايش والتسامح الديني.

وأوضحت أن قداسة البابا فرنسيس، وهو أعلى سلطة كاثوليكية في العالم، يؤمن بالحوار والتسامح بين الاديان، معربة عن اعتزازها أن تكون مملكة البحرين جزءا من المساعي الدولية لتعزيز مبادئ السلام والتعايش بين أديان الشرق والغرب.

وأكدت أن حضور البابا وشيخ الأزهر سيكسب الملتقى أهمية استثنائية، وسيسلط الضوء على تحركات مملكة البحرين في هذا الجانب، خصوصًا أن مملكة البحرين باتت نموذجًا عالميًا في احتضان التنوع الديني والمذهبي والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع.

وفي سياق متصل، قالت السيدة هالة رمزي فايز، عضو مجلس الشورى النائب الأول لرئيسة مكتب النساء البرلمانيات في الاتحاد البرلماني الدولي، إن "ملتقى البحرين للحوار.. الشرق والغرب من أجل التعايش" يجسد نهج مملكة البحرين الدائم في الدعوة إلى نشر ثقافة السلام، والعمل المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق كل ما هو خير للبلدان وشعوبها.

وأكدت أن احتضان مملكة البحرين لهذا الملتقى يُعد برهانًا جليًا للإيمان المطلق لدى القيادة بأهمية الحوار والتعاون الوثيق من أجل وضع الحلول الناجحة والعمل على إحلال التعايش والسلام، وتنمية العلاقات مع الدول في محيطها الإقليمي والدولي.

وأضافت أن مملكة البحرين تمثل نموذجا عربيًا ناجحًا في التعايش والحوار بين الثقافات منذ آلاف السنين، حيث حرصِت المملكة بتوجهها الاستراتيجي لمد جـسـور الحـوار بـيـن قـادة الأديان والمذاهب ورمـوز الفكر والثقافة والإعلام، بالتعاون الدائم مـع الأزهـر الشـريف والكنيسة الكاثوليكيَّـة ومجلس حكماء المسلمين وعدد من المؤسسات الدولية المعنية بالحوار والتعايش الإنساني والتسامح.

وقالت إن الملتقى يقام لتعزيز فكرة التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان كبديل عن التشدد والتعصب والتطرف، فهو يجمع بين أقطاب دينية وحضارات وثقافات مختلفة.

وأوضحت أن الملتقى يهدف إلى تعزيز مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، ووثيقة إعلان البحرين وخلق أرضية مشتركة تقوم على القيم المشتركة وتعزيز الاندماج الإيجابي بين الجميع، وتوفير الجو العام الملائم لنشر ثقافة الأخوة والتعايش، كما يهدف إلى بعث رسائل مهمة للعالم لإمكان التعايش في سلام وتسامح سواء داخل الدولة الواحدة أو دول مختلفة تنتمي لحضارات مختلفة، وتعتمد على فكرة التعددية وتقبل وجهات النظر والحوار والتسامح والبعد عن الصدام والتطرف.

من جانبه، قال الدكتور إيلي فلوطي المستشار الإعلامي بهيئة البحرين للثقافة والآثار إن: "زيارة قداسة البابا تعكس ما لأرض الخلود من أهمية في التاريخ المعاصر للإنسانية، هذه الأرض التي، منذ آلاف السنين، تشهد للقاء الثقافات والتعايش، فالاختلاف يصبح غنى بتعدديته".

وأضاف: "لا يشعر المقيم في مملكة البحرين بأنه بعيد عن وطنه، لأنه يجد فيها موطنًا ثانيًا وعائلةً تحتضنه بفرادته رغم اختلافه"، مشيراً إلى أن "تنظيم ملتقى البحرين للحوار.. الشرق والغرب من أجل التعايش" ما هو إلا ثمرة رؤية صاحب الجلالة المعظّم حفظه الله في إعطاء الصورة الأصدق لأرضٍ تشهد مدنها لهذا اللقاء البديهي والحقيقي بين مختلف مكونات المجتمع، حيث يعيش الجميع بسلام وأمن واحترام".

أما الصحافية بجريدة "البلاد" لبيبة جوزيف فارس، فرأت أن زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس إلى مملكة البحرين ولقائه بالإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب من خلال الملتقى أمر لها دلالات كثيرة مهمة، ذلك أن بابا روما وضع على رأس باباويَته أن يعزز لغة الحوار والتعايش بين المسيحيين والمسلمين في كافة أقطار الأرض، وهذا ما نلمسه بشكل عام من زياراته حول العالم.

وقالت:" إن أرقى رسالة على هذه الأرض هي التعايش حيث يتم قبول الآخر، وحين نقبله نرفض كل أسباب الكره وما ينجم عنه من بغضاء وعنف وإرهاب، وهو ما يتوافق تحديدا مع رسالة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حول التعايش والسلام".

وأضافت أن بابا الكنيسة الكاثوليكية يكنّ كل الاحترام ويقدر بشكل خاص المبادرات الملكية، في ترسيخ أسس السلام في منطقة الشرق الأوسط ككل، ودعواته لدول العالم لتغليب لغة الحوار دائما بدل اللجوء إلى المنازعات.

وتابعت: "هنا في مملكة البحرين الجميع يمارس شعائره الدينية واحتفالاته العقائدية بكل حرية ومحبة وأمان، كما أن المملكة باتت تحتضن الكنيسة الكاثوليكية الأكبر في منطقة الخليج وهي كاتدرائيّة العذراء سيّدة الجزيرة العربية في منطقة عوالي، ولا شك أن بابا الكنيسة الكاثوليكية يقدر عظيم التقدير هذه المبادرة من جلالة الملك المعظم".

وشددت على أن مشاركة بابا الفاتيكان مع شيخ الأزهر الشريف في الملتقى ليس بالجديد، حيث إن شيخ الأزهر يحمل ذات الرسالة حول السلام وهو ما تجلى بوضوح خلال توقيع البابا فرنسيس وشيخ الأزهر لوثيقة "الأخوة الإنسانية" (إعلان أبوظبي) سابقا، حيث دعيا من خلالها إلى نشر ثقافة السلام بديلا عن ثقافة الكراهية، وليس أفضل من مملكة البحرين مهد الحوار والتعايش بين الأديان منذ القدم، بأن تحتضن اللقاء المقبل بينهما.