أكدت ندوة علمية في جامعة البحرين أهمية المتاحف في تعزيز التنمية الثقافية واستدامتها، بوصفها مساحات للتعليم والإبداع وتحفيز التفاعل الإيجابي، مشددة على أن حفظ التراث وعمارة المتاحف مسؤولية لا تختص بالجهات الرسمية، بل بأفراد المجتمع كافة، لأنها مؤسسات تعبر عن تاريخ المجتمع وهويته.

ونظمت اللجنة الثقافية والاجتماعية في كلية الآداب، ندوة "صناعة المتاحف: المتحف الإبداعي التراثي" لتكون الندوة الرابعة ضمن موسم اللجنة الثقافي للعام الجامعي 2022/2023، قدمها قسم العلوم الاجتماعية بالكلية.



وتحدث في الندوة التي أقيمت يوم الثلاثاء (9 مايو 2023م) كل من: عضو هيئة التدريس في قسم العلوم الاجتماعية الدكتور وليد محمد صفائي، وأستاذ الأنثروبولوجيا المساعد في القسم الدكتورة سوسن غلوم كريمي، وأستاذ علم النفس المساعد في القسم الدكتورة أحلام راشد القاسمي، ومدير إدارة الإعلام بوزارة شؤون الإعلام الدكتور يوسف محمد إسماعيل، في حين أدارت الندوة رئيسة قسم العلوم الاجتماعية الدكتورة موزة عيسى الدوي.

وقالت د. الدوي: "للمتاحف دور فاعل في تعزيز الاستدامة، وفي المساهمة في التنمية الثقافية والاقتصادية، باعتبارها أماكن للتعليم والإبداع والحوار"، لافتة إلى "دور المتاحف في تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحفيز التفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع، فهي تدعم المشاركة الثقافية، وتُسهم بشكل مباشر في تعزيز الحفاظ على التراث الثقافي، وتحفيز الشراكة المجتمعية، من خلال الحوار المشترك بين العناصر الثقافية".

وفي كلمة لها تصدرت الفعالية، أوضحت رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ورئيسة اللجنة الثقافية والاجتماعية بكلية الآداب الدكتورة ضياء عبدالله الكعبي، أنَّ هذه الندوة تندرج في سياق البرنامج الثقافي لكلية الآداب "كلية الآداب وصناعة اقتصاد المعرفة والابتكار الثقافي في القرن الحادي والعشرين" لتحقيق تنمية ثقافية مستدامة، من خلال الاشتغال على تأسيس مشاريع ثقافية مؤسسية، بالشراكة مع المؤسسات الأكاديمية.

وقدَّم د. صفائي، ورقةً عن أهمية وضع صورة واقعية لدور المتاحف في حفظ تراث الأمم، بما من شأنه أن يعزز مكانتها العلمية والثقافية والتربوية لدى روادها، ومحيطها الاجتماعي على وجه الخصوص، مشيراً إلى أهمية تعرف عوامل تأسيس المتاحف، ودور التربية المتحفية في إعداد النشء خلال مراحل التعليم المختلفة، والخدمة المتحفية ودورها في الحفاظ على التراث.

وتحدثت الدكتورة القاسمي عن تميز الأزياء الشعبية في البحرين بتنوعها وتعدد أشكالها وتصاميمها، وهي تعكس التراث الثقافي والتاريخي للمجتمع البحريني. ولفتت إلى تأثر هذه الأزياء بمستجدات الموضة، وتبادل التأثير بينها وبين ثقافات الشعوب التي تعايش معها البحرينيون، حيث يتم تحديث التصاميم والألوان والمواد المستخدمة في صنع الأزياء الشعبية، لتتناسب مع العصر الحديث، وتلبي احتياجات الحياة.

وقدم الدكتور يوسف محمد، لمحة عن تطور الملابس، ودلالات الألوان، وانعكاساتها على الأبعاد المناخية والجمالية والدينية والمعنوية، وربط بين التحولات الاجتماعية في البحرين، وأثر ذلك في تنوع الملابس وأشكالها وتطورها.

واستعرض نماذج من ملابس الرجال التقليدية، والتطور الذي طرأ عليها، وأنواع الأقمشة ومسمياتها واستخداماتها، وتناول في محاضرته أيضاً الذاكرة الجمعية التي وظفها المجتمع، كالأمثال الشعبية البحرينية، التي تناولت الأزياء والتزيين وأدواته.

وقدمت الدكتورة كريمي، ورقة عن صناعة الملابس ودلالتها، مشيرة إلى واقع الملابس في المتاحف العالمية. ونوهت إلى أن العرف السائد في ثقافتنا الخليجية والعربية أن حفظ التراث هي مهمة منوطة بأجهزة الدولة ومؤسساتها، لكن يمكن الاستفادة من تجارب عدة دول حول العالم، تقوم فيها العديد من المؤسسات الأهلية والأسر الثرية بتأسيس مراكز بحوث، وبناء متاحف، ودعم عمليات الجمع والتوثيق والتحليل والنشر لمجمل مجالات التراث الشعبي.