عقدت وزارة التربية والتعليم مؤتمرا صحفياًبرئاسة سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي، وبحضور عدد من المسؤولين من مختلف القطاعات التعليمية وممثلي الصحافة المحلية، وذلك في ضوء استعدادات الوزارة لاستقبال العام الدراسي الجديد ٢٠٢٣-٢٠٢٤. وقد تضمن المؤتمر تقديم عروض توضيحية لكافة إجراءات الوزارة المتعلقة باستعدادات عودة الطلبة إلى المدارس الحكومية، واستعراض عدد من المعلومات والبيانات بشأن المدارس الخاصة ومؤسسات التعليمي العالي.

وقد استهل سعادة وزير التربية والتعليم المؤتمر الصحفي بتهنئة الطلبة وأولياء الأمور والهيئات التعليمية والإدارية بجميع مدارس البحرين بقرب بدء العام الدراسي الجديد. واستعرض سعادة الوزير عدداً من الإنجازات والقرارات التي تم تنفيذها خدمة للميدان التعليمي، ومن ذلك قرار تسجيل الطلبة من مواليد سبتمبر إلى ديسمبر ٢٠١٧، والذي كان له انعكاس إيجابي وكبير على الطلبة وأولياء الأمور والأسر البحرينية بشكل عام، حيث استقبلت الوزارة أكثر من ٥ آلاف طالب من مواليد هذه الأشهر، بالإضافة إلى مواليد الأشهر السابقة الذين بلغوا سن الإلزام، بما مجموعه حتى اللحظة أكثر من ١٥ ألف طالب وطالبة من المستجدين.

وأوضح الوزير أن العام الدراسي الجديد سيشهد تفعيل الجدولة الزمنية الجديدة لدوام الطلبة، حيث سيكون موعد انصراف طلبة المرحلة الابتدائية في الساعة الثانية عشر والنصف، والمرحلة الإعدادية في الساعة الواحدة والربع، والمرحلة الثانوية في الساعة الثانية إلا ربعاً، مشيراً سعادته إلى أن هذا القرار سيكون له انعكاس كبير على التواصل الأسري والاجتماعي للطلبة مع أسرهم وذويهم.

ولفت سعادة الوزير إلى أن العام الدراسي سيشهد تنفيذ عدة برامج تعليمية تهدف إلى تحسين أداء الطلبة ورفع تمكنهم من المهارات المعرفية المختلفة، ومن هذه البرامج التوسع في تدريب طلبة المرحلة الثانوية على اختباري TOEFL وIELTS، وذلك بعد نجاح تطبيقها على طلبة المستوى الثالث الثانوي، حيث سيتم تعميمها على جميع طلبة المرحلة الثانوية بعد أن بينت نتائج الاختبارين القبلي والبعدي وجود تحسن في مستويات الطلبة رغم قصر فترة التدريب.

وأشار الوزير إلى أنه سيتم في هذا العام تخصيص حصة أسبوعية لمهارة القراءة باللغة الإنجليزية للطلبة من الصف الأول إلى الصف الثالث الإعدادي، وذلك لأهمية مهارة القراءة ودورها من الناحية العلمية في الارتقاء بمستوى بقية المهارات في اللغة الإنجليزية من كتابة وتحدث واستماع. كما تطرق الوزير في الاتجاه نفسه إلى اهتمام وزارة التربية والتعليم برفع كفاءة الطلبة في مادة اللغة العربية، وذلك عبر تخصيص حصص لتلاوة القرآن الكريم لطلبة الحلقة الأولى، الأمر الذي يهدف إلى تعزيز إتقان ومفردات اللغة العربية لدى الطلبة منذ سن مبكر، وانعكاس تعاليم القرآن الكريم على سلوك الطلبة وتنشئتهم.

وركز سعادة الوزير على الاهتمام الذي توليه الوزارة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ضمنهم الطلبة من ذوي التحديات الذهنية، وذلك عبر التوسع في عدد الفصول وتجهيزاتها وفي توفير المواصلات الخاصة بهم.

وعلى صعيد قطاع التعليم العالي أكد سعادة الوزير أن من أهم الإنجازات التي تحققت هو إدراج جميع مؤسسات التعليم العالي الخاصة ضمن الجامعات المعترف بها من قبل وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بالإضافة إلى حصول عدد من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة على اعتمادات دولية مهمة تعزز من مكانتها المحلية والإقليمية.

وفي عرضها التقديمي الذي تضمن الاستعدادات اللوجستية التي نفذتها وزارة التربية والتعليم أشارت الأستاذة نوال إبراهيم الخاطر وكيل الوزارة للسياسات ولاستراتيجيات والأداء إلى مجموعة من البيانات المتعلقة بالمدارس الحكومية والخاصة، حيث بينت أن عدد الطلبة المسجلين في المدارس الحكومية يبلغ نحو ١٥٥ ألف طالباً وطالبة في ٢٠٩ مدرسة حكومية، والعدد التقديري للطلبة المستجدين هذا العام من المتوقع أن يتجاوز١٥ ألف طالباً وطالبة، بينما يبلغ العدد المتوقع لطلبة المدارس الخاصة أكثر من ٩٠ ألف طالب وطالبة في ٨٠ مدرسة خاصة.

وبينت الخاطر أن هذا العام يشهد إعادة تشغيل مدرسة مريم بنت عمران الابتدائية للبنات بعد الانتهاء من صيانتها، مع الحفاظ على تصميمها المعماري بوصفها واحدة من المدارس التاريخية في مملكة البحرين، كما أن العمل ما زال جارياً على صيانة عدد من المدارس التي

ستنتهي مع بداية شهر سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى إنشاء عدد من المباني الأكاديمية في بعض المدارس، والمتوقع استلامها خلال العام الدراسي الحالي، مشيرة إلى توسع وزارة التربية والتعليم في تقديم الخدمات اللوجستية للأعداد المتزايدة من الطلبة، حيث شهدت بعض المدارس زيادة في عدد الفصول الدراسية، وتم زيادة عدد حافلات وخطوط النقل، وزيادة عدد عمال النظافة في المدارس. وأضافت أن أعمال الصيانة الوقائية وصيانة المكيفات، وتركيب مكيفات جديدة قد زادت هذا العام لتأمين عودة مريحة لمنتسبي المدارس من موظفين وطلبة. وجرى كذلك التوسع في الخدمات الموجهة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من زيادة عدد الفصول والحافلات المعدة خصيصاً لهم، وزيادة عدد العاملين الداعمين لمعلمي التربية الخاصة.

من جهتها تطرقت الدكتورة ديانا عبدالكريم الجهرمي الأمين العام للتعليم العالي إلى المستجدات التي ستشهدها الجامعات الحكومية والخاصة هذا العام. حيث عرضت الأعداد التقريبية للطلبة الدارسين والمستجدين في مختلف مؤسسات التعليم العالي، مشيرة إلى الزيادة التي شهدها العام الأكاديمي في عدد الجامعات وعدد الطلبة. وفي سياق تطوير الجامعات لبرامجها الأكاديمية، ومواكبتها احتياجات سوق العمل، أشارت الأمين العام إلى بعض البرامج الأكاديمية الجديدة المرخص لها التي ستطرح هذا العام، مثل علوم الإنترنت والأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والشبكات والأمن السيبراني، والاقتصاد الرقمي، وغيرها من البرامج الأكاديمية المرخصة.

وفي السياق ذاته، أشادت الجهرمي بحصول العديد من مؤسسات التعليم العالي على اعتمادات إقليمية ودولية. حيث أُدرجت كافة مؤسسات التعليم العالي الخاصة في مملكة البحرين في

قائمة الجامعات الموصى بها بوزارة التعليم السعودية، وحصلت كلية البحرين للمعلمين على الاعتمادية الدولية من مجلس اعتماد إعداد المعلمين بالولايات المتحدة الأمريكية، واستوفت الجامعة الأمريكية بالبحرين شروط الاعتماد الأكاديمي الأمريكي، هذا إلى جانب استمرار تحقيق مختلف مؤسسات التعليم العالي بالبحرين مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية والاعتمادات الدولية لبرامجها الأكاديمية، الأمر الذي يعزز الثقة في البرامج الأكاديمية لمؤسسات التعليم العالي في مملكة البحرين، ويعزز كذلك من الاستثمار في التعليم العالي في المملكة.

وتطرقت الأمين العام إلى صدور لوائح جديدة تنظم شؤون مؤسسات التعليم العالي، منها لائحة تنظيم عمل مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي تم اعتمادها شهر مارس الماضي، ولائحة إجراءات التحقيق في المخالفات المرتكبة من قبل المرخص لهم بإنشاء مؤسسات التعليم العالي الخاصة.