أكد عدد من الإعلاميين أن تلفزيون البحرين منذ بداية إرساله في العام 1973، يقوم بدور هام ومؤثر في تشكيل وعي المجتمع، من خلال ما يقدمه من أعمال وبرامج ذات مضامين اتسمت بالجودة والثراء الفكري، وتنوعت مجالاتها لتغطي مختلف شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، الأمر الذي ساعد، تلفزيون البحرين، على تبوؤ مكانة كبيرة في وجدان أبناء البحرين، ولتظل برامجه وأعماله الدرامية والترفيهية حاضرة بقوة في الذاكرة.

وقال الإعلاميون، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين "بنا"، بمناسبة الذكرى الخمسين على بدء البث التلفزيوني، إن تلك المكانة التي نالها، تلفزيون البحرين، أسهمت في ترسيخ قواعده أجيال من الإعلاميين والمذيعين والمخرجين والفنيين، الذين تفانوا في تقديم أعمال ستظل خالدة، عبرت عن الهوية الوطنية واتسمت بالاعتزاز بالتراث، ونجحوا في التعامل مع كل تحديات البدايات، واستوعبوا كل تطور تقني وفني في مجال العمل التلفزيوني، حتى أصبح تلفزيون البحرين بحق واحدًا من أرقى التلفزيونات في المنطقة العربية، معربين عن فخرهم الكبير لكونهم جزءا من تاريخ هذا الصرح الوطني الكبير.

وشددوا على أن مملكة البحرين تشهد في الوقت الحالي نهضة وتطور في مجال العمل التلفزيوني سواء في الشكل أو المضمون، وأن ذلك يأتي تجسيدًا لما يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، من اهتمام ورعاية لقطاع الإعلام بشكل عام، في ظل إيمان جلالته اللامحدود بأهمية الرسالة الإعلامية في دعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، والتعريف بحجم المنجز الوطني في مجالات الحريات وحقوق الإنسان والنمو الاقتصادي والاجتماعي، كما أن هذا التطور يعكس مدى اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بضرورة الارتقاء بالإعلام الوطني بما يعزز من دوره كشريك مؤثر في دعم جهود التنمية في شتى القطاعات.



وقال الأستاذ علي الذوادي مقدم برامج ونشرات الأخبار ، إن السنوات الخمسين التي مرت على انطلاقة البث التلفزيوني، شكلت محطات مضيئة في تاريخ مملكة البحرين وريادتها في مجال العمل الإعلامي، وتشكل أيضًا مناسبة للإعراب عن الشكر والتقدير والامتنان لجميع الكوادر البحرينية والمسؤولين الذين واكبوا نشأة تلفزيون البحرين، منذ بداية الانطلاق، والذين حملوا على عاتقهم مسؤولية هذه الأمانة بكل كفاءة واقتدار، ونجحوا في أن يرسون أسس مدرسة بحرينية خالصة في العمل التلفزيوني، شكلت وستظل مصدر إلهام وقدوة للأجيال الشابة.

وأكد أن تلفزيون البحرين، منذ بدايته ولد كبيرًا ومتميزًا، حيث يسجل لمملكة البحرين، أنها كانت سباقة في أن تكون صاحبة أول بث تلفزيوني ملون بالمنطقة في العام 1973م، وأنها بفضل أفكار وإبداعات أبنائها قدم رسالة إعلامية عبرت عن الهوية الوطنية التي تعزز التماسك المجتمعي، وسعت إلى أن يكون للتلفزيون بجانب دوره الترفيهي دورًا هامًا في بناء الفكر والوجدان على أسس سليمة تهذب النفوس وتوجهها إلى القيم الدينية السمحة والأخلاق الرفيعة، فضلاً عن تسليط الضوء على المنجزات والمكتسبات الوطنية، وتعريف العالم بحقيقة ما شهدته البحرين من تطور في كل المجالات.

وقال إنه على مدى 50 عامًا مر تلفزيون البحرين بالعديد من المراحل، وتمكن من مواكبة التغيرات في مجالات التقنية والبث، وكل مرحلة منها شكلت علامة بارزة في تاريخه، بداية من البث التقليدي وصولا إلى الشكل الحالي، وكان حريصًا في كل خطواته أن يقدم موادًا ترضي المشاهد وترتقي بذائقته دون خروج عن القواعد والآداب العامة والقيم والتقاليد البحرينية الأصيلة.

ورأى الذوادي أن التوجه الجديد المتمثل بإشراك القطاع الخاص في عملية الإنتاج التلفزيوني من شأنه أن يسهم في إثرائه، ويساعد على إبراز كوادر جديدة في مجال العمل الإعلامي تعزز من قدرة تلفزيون البحرين على المنافسة، لاسيما في ظل الانتشار المتسارع للإعلام الجديد وظهور منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، والتي باتت تستقطب أعدادًا كبيرة من المشاهدين، لاسيما الشباب منهم، ولكن يظل التلفزيون بقيمه والتزامه بمواثيق ومبادئ العمل الإعلامي المتعارف عليها هو الخيار الأكثر ثقة وموضوعية في تقديم المعلومة الصحيحة والمادة العلمية والترفيهية الرصينة.

من جانبها، أكدت الإعلامية هند كرم، أن الاحتفال بذكرى مرور 50 عاما على بدء البث التلفزيوني تمثل مناسبة خاصة ومتميزة للاحتفاء بأول تلفزيون ملون في المنطقة، وبما يحمله تلفزيون البحرين من سجل زاخر بالمنجزات وقصص النجاح التي رافقت مسيرته الطويلة بكل محطاتها وتحدياتها، ولتقديم عبارات العرفان والتقدير لرموزه الذين وضعوا اللبنات الأولى لتاريخ العمل التلفزيوني.

وقالت إنها من خلال فترة عملها في وزارة الإعلام، التي تمتد إلى 25 عامًا، تشرفت بالتعامل مع ثلاثة أجيال في مختلف القطاعات التي عملت بها سواء في الأخبار أو التلفزيون أو الإذاعة، وحاليًا بوكالة أنباء البحرين، وأنها اطلعت على ما شهده تلفزيون البحرين من تطور نوعي في تقديم المادة الإعلامية المرئية، وما تفردت به على الدوام من اهتمام بالحفاظ على الهوية الوطنية والاعتزاز بالتراث المحلي، إلى جانب السعي نحو التحديث والمعاصرة لأدوات الإعلام الجديد.

وأكدت أن تلفزيون البحرين شهد خلال هذه السنوات تطورًا تقنيًا وفنيًا، وكذلك على صعيد الكوادر البشرية العاملة والمتخصصة، وأصبحت مملكة البحرين تمتلك قنوات تلفزيونية تعمل وفق أحدث تقنيات البث الفضائي عالي الجودة، كما تمتلك الإمكانيات الفنية والكوادر الإعلامية البحرينية الشابة المؤهلة والمدربة التي استلهمت روح الإبداع من جيل الرواد والكبار ومن سبقهم من القامات والأسماء الإعلامية التي قدمت للإعلام البحريني الكثير، وأثرت الساحة الصحفية والإعلامية في البحرين والمنطقة العربية بشكل عام.

ورأت كرم أن مستقبل الإعلام في مملكة البحرين مشرق، وأن تحقيق الأهداف المرجوة يرتبط بوجود استراتيجية التخطيط السليم ومنهجية التطبيق وفق المعايير الإعلامية المعروفة، وفي مقدمتها، حسن توظيف واستثمار العناصر الإعلامية الشابة عبر دعمها وتأهيلها وتدريبها على يد الكوادر الخبيرة والكفؤة التي ترفدها وتصقل مهاراتهم وتضعها على الطريق المهني الصحيح، واستمرار عمليات التدريب للعاملين في الحقل الإعلامي على التقنيات الحديثة وتوظيفها في إنتاج المحتوى الإعلامي الإبداعي، مؤكدة أن الإعلام اليوم يحتاج إلى التكامل بين الإمكانيات المادية والخبرة والإبداع والتخصص والمنهجية والعلم، ليصل إلى الاستدامة في مختلف قطاعات العمل التلفزيوني خاصة والإعلامي بشكل عام.

من جهته، قال السيد فتحي مطر مدير تلفزيون البحرين الأسبق، إن مناسبة الاحتفال بمرور 50 عامًا على بدء البث التلفزيوني في مملكة البحرين تعد فرصة لاستذكار ما حققه التلفزيون من نجاحات في المراحل المختلفة، وهي النجاحات التي جاءت ثمرة ونتاج عمل مشترك شارك فيه جميع من تشرفوا بالعمل في هذا الجهاز الوطني بجميع الأقسام.

وأكد أن تلفزيون البحرين على مدى تاريخه قدّم رسالة إعلامية وطنية، وحقق تميزًا مشهودًا في مجال الإنتاج الدرامي، وكان له الريادة في العديد من المجالات، واستطاع أن يكتسب احترام وتقدير ومتابعة أبناء البحرين وجمهور الخليج العربي الذي كان يتابع وينتظر باهتمام للمنتج الإعلامي البحريني والدراما البحرينية، كما أن تلفزيون البحرين أثبت قدرته على مواجهة المتغيرات والتحديات ومواكبة كل جديد.

وأوضح مطر أنه على مدى سنوات عمله في جهاز التلفزيون، التي فاقت 20 عامًا، كان شاهدًا ومساهمًا على مدى التطور الذي مر به تلفزيون البحرين، وقصص النجاح التي تحققت بفضل بصمات جميع المنتسبين إليه، إلى جانب قدرة التلفزيون على تحويل التحديات إلى إنجازات، مؤكدا أن الحفاظ على هذه المكانة المتميزة لتلفزيون البحرين يحتاج إلى استمرارية التطوير والتحديث وإقامة الدورات من أجل اكتشاف المواهب وتحقيق المزيد من الإنجازات المبدعة.

من جانبه قال السيد عبدالإله محمد أحمد، الذي عمل في وزارة الإعلام لأكثر من 45 عاما، إن الاحتفال بمرور 50 عاما على بدء البث التلفزيوني يعد مناسبة مهمة ومصدر فخر واعتزاز لكل من عمل في هذا القطاع الحيوي، ولتسليط الضوء على جانب مهم في تاريخ الوطن، وتعريف الأجيال الشابة بعطاءات رواد العمل الإذاعي والتلفزيوني وعطاءاتهم وجهودهم في تقديم رسالة تلفزيونية وإعلامية تعكس مراحل التطور في مملكة البحرين في كل المجالات.

وأكد أن العمل في تلفزيون البحرين يشكل متعة خاصة رغم أنه يحمل الكثير من التحديات في تفاصيله، مشددًا على أن جميع من التحق بالعمل في هذا الجهاز استطاع حمل هذه المسؤولية والأمانة الوطنية بكل تفان وإخلاص، مبينًا أنه على مدار سنوات عمله الطويلة ومعاصرته للأجيال من المسؤولين والعاملين في التلفزيون كان مطلعًا على حجم الإنجاز، وعلى مدى حرص الجميع وعملهم بروح الفريق الواحد لمواجهة صعوبات العمل والتغلب عليها، لتحقيق الهدف الأسمى وهو المشاركة في رفعة وتقدم مملكة البحرين.

بدوره قال السيد أحمد محمود العلي، مصور متقاعد من إدارة الأخبار، إن الاحتفال بمرور 50 عاما على بدء البث التلفزيوني ليست مناسبة تخص العاملين في مجال العمل الإعلامي أو التلفزيوني فحسب، بل إنها مناسبة وطنية في المقام الأول، لأن بداية الإرسال التلفزيوني تمثل مرحلة مهمة في التاريخ والذاكرة الوطنية، وكانت من بين أبرز الإنجازات لمملكة البحرين، حيث تعد المملكة من أوائل دول الخليج العربي في البث الإذاعي والتلفزيوني بالمنطقة.

وأكد أن الجميع، منذ بداية انطلاق البث التلفزيوني، كان حريصًا على أن يكون تلفزيون البحرين فريدًا ومتميزًا فيما يقدمه من محتوى، حيث استطاعت الكوادر الإعلامية البحرينية التغلب على كل التحديات، بفضل تعاون الجميع والعمل كفريق واحد.

وتطرق العلي إلى فترة عمله في إدارة الأخبار وما تحمله ذاكرته من مواقف ترصد ما كان يتحلى به العاملون في الإدارة من كفاءة واتقان، وحرص على القيام بأعباء هذه المسؤولية الكبيرة، مستذكرًا بعض المواقف الاستثنائية التي مر بها، وتطور العمل في قسم التصوير.