ريانة النهام

أكثر من نصف ساعة يومياً في أفضل الحالات، هو الوقت المستغرق لطلبة جامعة البحرين القاطنين في المحرق للوصول إلى جامتعهم، وتصل إلى ساعة ونصف في أوقات الذروة، الأمر الذي يعني ضياع جهد ووقت طويل، بالإضافة إلى مصاريف وقود تصل إلى 70 دينارا في الشهر الواحد، ما يعني قرابة 200 دينار في الفصل الدراسي.

الازدحامات، والمصاريف المرتفعة خاصة بعد رفع الدعم عن الوقود، أدت لتذمر واستياء وملل لا يفارق طلبة الجامعة بالمحرق، فضلاً عن استنزاف الميزانية. فمن حالفه الحظ وحصل على منحة، يصرف نصفها للوقود، وغيرهم يثقلون كاهل ذويهم بالمصروف.

"الوطن" استطلعت آراء الطلبة، الذين طالب البعض منهم بزيادة مخصصات المنحة، فيما طالب آخرون بتوفير مواصلات طوال اليوم من وإلى الجامعة، فيما ذهب البعض للمطالبة بالإسراع في افتتاح جامعة البحرين فرع المحرق.

وقالت أريج محسن، وهي من قاطني المحرق:" إن مصاريف تزويد سيارتها بالوقود لطريق الجامعة تستنزف بعثتها، فهي تزود سيارتها أسبوعيًا بـ13ديناراً، أي مايقارب 50 دينار شهرياً، أي 175 ديناراً في الفصل الواحد، ما يعادل 350 دينارا سنوياً، فيما لا تتجاوز البعثة 800 دينار في السنة. مضيفة: "نأمل أن يتم توفير باصات على مدار أوقات الدوام وبشكل دوري كي نستطيع استخدامها ولا نلزم باستخدام سيارتنا".

وتشارك سارة الكبيسي من المحرق، أريج، استياءها من مصاريف تزويد سيارتها بالوقود، حيث قالت: "في العادة أزود سيارتي بالوقود مرتين كل أسبوع بـ6 دنانير، أي مايقارب 140 دينارا في الفصل الواحد، مايعادل 280 دينارا في السنة".

وتابعت: "نمتنى على الأقل أن يتم الإسراع بإنشاء الفرع الآخر للجامعة في المحرق، ليكون قريباً منا، أو منحنا بدل مواصلات، فطريق الجامعة طويل جداً، وممل، خاصة إذا لم يلازمني أحد، وفي كثير من الأحيان أشعر بالتعب والاستياء حين أذهب إلى الجامعة وأكتشف أن المحاضرة ملغية، ويكون حضوري بلا فائدة".

أما هند البوفلاسة من قلالي، اتفقت مع من سبقها في آرائهم، مطالبة جامعة البحرين بتوفير حافلات على مدار اليوم الدراسي، من وإلى المحرق. حيث لا تتوفر في السابعة صباحاً والفترتين الرابعة والسابعة مساء، فيما يوجد من ينهي محاضراته قبل ذلك الوقت بكثير، أو في السابعة والنصف مساء، ولا يمكن إلا أن يفوت تلك الحافلات.

وقالت فاطمة عبدالرحمن من عراد، إنها تذهب الجامعة في حافلات نقل أهلية، وهي تضطر للخروج قبل ساعة ونصف أو ساعتين من موعد بدء محاضراتها لتفادي الازدحام.

وأضافت: "أدفع للباص شهرياً 50 دينارا، أي 150 دينارا في الفصل الواحد، و300 دينار سنوياً، ولا أستطيع العودة في باصات الجامعة لأنها على فترتين فقط، فأحياناً أكمل الساعة 11 ظهراً ولا يمكنني أن أنتظر إلى الرابعة عصراً، وأحياناً آخرى لدينا محاضرات تنتهي بعد الـ7 مساءً ولكن لا نستطيع أن نسجل بها لعدم توفر باصات بعد ذلك الوقت".

منيرة الحمادي كان لها رأي آخر، فهي رغم أنها تقطن في منطقة البسيتين، إلا أنها لم تعد تهتم لطول الطريق ولا تشعر بالملل لأنها اعتادت عليه.

وأضافت: "أزود سيارتي مرتين في الأسبوع، ويستغرق مني الطريق نصف ساعة إذا كان سالكاً، ومن ساعة إلى ساعةً وربع إذا كان مزدحماً، في حين يستغرق من سكان الرفاع ومدينة عيسى ربع ساعة".

وترى روان محمد من قلالي، أن الطريق بالفعل طويل جداً لكنها لا تشعر بالملل.

وتكمل: "أنا عن نفسي أحب الطرق الطويلة ولا أشعر بالملل لأنني أسلي نفسي بأمور أخرى، لكن أطالب أن يتم تزويدنا ببطاقات خاصة بالوقود على الأقل، فأنا أزود سيارتي كل أسبوع بـ 10 دنانير، وهذا يزيد من المصاريف على كاهل والدي".