أكد رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن قيم التسامح والتعايش السلمي في مملكة البحرين تتجسد وبكل وضوح في سياسات ومبادرات حكام البلاد منذ ما يزيد عن 200 عاماً.

واستقبل د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، قداسة الحبر الأعظم موران مور أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك الكنيسة السريانية الارثذوكسية بأنطاكيا وسائر المشرق، وذلك في زيارة في بيت القرآن بحضور مؤسس البيت د. عبداللطيف كانو وأعضاء من مجلس أمناء المركز.

وأشار رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، إلى أن مسيرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وجهوده النبيلة لإرساء قيم التعايش السلمي واحترام الآخر على المستوى العالمي تمثل دليلاً واضحاً على المكانة الرائدة للبحرين كمملكة وشعب توارث المحبة والسلام كأسس داعمة للاستقرار الأممي بين مختلف الأعراق والشعوب والأديان.



وأضاف، أن إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي يعد تتويجا لمسيرة ممتدة من العمل الدؤوب نحو إرساء أسس التسامح، وتأتي بمثابة إعلان واضح إلى العالم بأن التسامح والتعايش في البحرين هو نموذج حقيقي وواقعي متأصل في ثقافة المجتمع وموروثه.

ونوه بأن إعلان مملكة البحرين، الذي يستلهم مبادئه من فلسفة ورؤى صاحب الجلالة الملك المفدى، يضع حلولا فكرية ناجعة تساهم في رفد المجتمع الدولي وشعوب العالم بالقيم الحقيقية للتسامح والتعايش السلمي.

من جانبه، أعرب البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السيريانية الأرثودوكسية في العالم، عن سعادته بزيارة بيت القرٱن الكريم بما يمثله من عراقة مشيدا بجهود د.عبداللطيف كانو في إدارة وتأسيس البيت بالتعاون مع بقية المؤسسين، وقال إن الزيارة أتاحت للوفد الاطلاع على نسخ نادرة من القرٱن الكريم من عصور مختلفة.

ونوه البطريرك بما أظهرته زيارته لمملكة البحرين من اهتمام شعبها وقيادتها بالإيمان والتعايش بين كافة الأطياف والأديان، وقال: شعرنا بطيبة الشعب البحريني وروح التسامح والانفتاح بدليل وجود كنائس ومعابد من أديان وطوائف غير إسلامية مثل المعبد الهندوسي وهذا ليس بغريب على البحرين التي كانت منذ قديم الزمن مقرا لكنائس وأديرة واستمر هذا التواجد حتى بعد مجيء الإسلام.

وأشاد أفرام الثاني بحكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ٱل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبالترحيب الذي لاقاه لدى زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ٱل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء، وبمركز الملك حمد للتعايش السلمي الذي يجمع ممثلين من مختلف الأديان والطوائف، مؤكدا أنه دليل على روح التسامح التي يتحلى بها شعب مملكة البحرين، وأعرب عن تمنياته بأن يحفظ الله البحرين دوما بلد سلام وتعايش لكل إنسان.

وأثنى على الدور الريادي للبحرين في تعزيز ثقافة التعايش الديني وتحقيق الوئام المجتمعي وكرامة الإنسان في المنطقة، مشيرا إلى أن مملكة البحرين تسير وفق خطى واضحة أساسها الاعتدال والوسطية وأنها لم تصل إلى هذه المرحلة من التميز في خدمة التسامح والتعايش بين الأديان إلا من خلال نشاط وعمل دؤوب بتوجيهات صاحب الجلالة ملك البحرين، لافتا إلى الخصائص التي تميز البحرين وشعبها، وحبهم واحترامهم للآخرين وقبولهم التعايش مع مختلف الانتماءات.

من جانب آخر، قال المطران مار موريس عمسيح، مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس: "لمسنا خلال زيارتنا البحرين فيض المودة والمحبة التي يعيش فيها أبناء طائفتنا والطوائف الأخرى من كافة الأديان دون تمييز والشعور العام بالألفة وانعدام الغربة وكأنهم في أوطانهم بين أهليهم، بل أنهم من أبناء البحرين، وهو ما شعر به كذلك الوفد الزائر بأننا بين أهلنا وإخوتنا".

ودعا نيافة المطران عمسيح أن يديم الله على مملكة البحرين محبتها ومودتها تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ٱل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، مثمنا زيارة بيت القرٱن الكريم وما اطلع عليه الوفد من مخطوطات أثرية توثق جهود من حفظوا القرٱن بإبداعات على مر التاريخ.

وذكر نيافة المطران مار موريس، مناقب سمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان ٱل خليفة طيب الله ثراه الذي عاصرت الجالية السيريانية فترة حكمه للبلاد بعد زيارة المرحوم البطريرك يعقوب، وشعرت بالأمان وقررت الاستقرار في البحرين منذ ستينيات القرن الماضي ومارست طقوسها الدينية.