مع نهاية الدراسة في المدارس الحكومية بانتهاء فترة التطبيقات الشاملة لتقويم الأداء، أعرب معلمون ومعلمات عن فخرهم واعتزازهم بالمساهمة في إنجاز استدامة التعليم رغم ظروف الجائحة، والذي نجحت مملكة البحرين فيه للعام الدراسي الثاني على التوالي، بجهود جبارة من جميع منتسبي الحقل التربوي.

وقالت أ. بلقيس علي اللغة العربية مدرسة آمنه بنت وهب الابتدائية للبنات: "الفترة الاستثنائية التي نمر بها، أتاحت لنا الفرصة كمعلمين للبحث عن أفكار لجعل التعلم يترك أثرًا في نفوس الطلاب، فلابد للمعلم أن يبحث عن استراتيجيات تعليم فاعلة تسهم في بقاء أثر التعلم لأطول فترة ممكنة لدى الطالب، خصوصًا في المرحلة الابتدائية، فهي مرحلة عمرية تحتاج لاستراتيجيات تشد انتباه الطلبة وتركيزهم، لكي لا يشعروا بالرتابة خلف الشاشات، ولذلك قمتُ باستخدام استراتيجية الصف المقلوب، لتضمين الحصة الافتراضية أنشطة تفاعلية، مما نتج عنه تفعيل التحضير المسبق من قبل الطالبات لمحتوى الدرس، فكانت الحصة تفاعلية أكثر، كون التعلم نشط بصورة أكبر، وأصبحت الطالبات محور العملية التعليمية، لاحتواء الحصة على أنشطة تفاعلية وألعاب رقمية حماسية ينتج فيها الطالب بشكل أكبر.



وأضافت: "كما قمت باستخدام برنامج "البادلت" لمساعدة الطالبات على التنظيم الذاتي للمعلومات التي توصلن إليها من خلال قراءة الدرس قبل ذلك بيوم، وإعادة صياغة المعلومات والمعرفة بطرقهن الخاصة وبأسلوبهن، مما أدى إلى فهمهن للمحتوى بشكل أفضل".

أما أ. مريم المهزع معلمة نظام فصل بمدرسة آمنه بنت وهب الابتدائية للبنات فقد قالت إن التعلم التعاوني من اهم استراتيجيات التعلم النشط الذي يعتمد على الخروج من العملية التعليمية التقليدية والذهاب بعيداً عن التلقين والحفظ، وبعد التحديث الجديد لبرنامج مايكروسوفت تيمز أصبحت هناك خاصية المجموعات الصغيرة التي اثرت الدروس بشكل كبير وأعطت الطلاب دافع أكبر للمشاركة في حصص البث، حيث طبقت هذه الخاصية في دروسها اليومية بشكل فعال.

وأوضحت إنه مع استخدامها لخاصية المجموعات الصغيرة تمكنت من مواجهة الجائحة التي تمر بها البلاد والتي افتقد الطلاب خلالها شيئاً من المميزات التي تشجع على الإبداع والابتكار والتواصل المباشر مع زملائهم في الصف بشكل حر، ولكن وزارة التربية والتعليم تداركت هذا الأمر بالتعليم التعاوني كأحد الحلول التي تؤدي إلى تحفيز المتعلمين على الابتكار والإبداع وتنشيط الكثير من المفاهيم والقيم المجتمعية والعمل الجماعي.

أ.عبد الله محمود معلم حاسوب بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين، قال: " قدمت العديد من الإنجازات خلال هذا العام الدراسي، ففي مجال إنتاج المحتوى الرقمي، قمت بتدريب المعلمين والطلبة على مختلف البرامج، وقمت بتنفيذ دروس رقمية ضمن الفصول الافتراضية، وقدمت دروساً رقمية نموذجية مسجلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما صممت مجلة شاملة للأمن السيبراني لتثقيف الطلبة والمعلمين، وسجلت مجموعة من الشروحات للطلبة والمعلمين في طرق استخدام البرامج، وقمت بتصميم عدد من الملصقات والمنشورات الإرشادية المختلفة، وأنتجت مجموعة من الفيديوهات الرقمية وقمت بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف: "أما مجال تطوير نظم المعلومات، فقد قمت ببرمجة تطبيق حاسوبي لاستخراج استجابات برنامج الفورم بهدف التوثيق، كما صممت برنامجاً لإرسال التطبيقات لطلبة المنازل حسب الإجراءات الرسمية المتبعة، وقمت بإعداد تطبيق لإنشاء مجلدات بأسماء الطلبة للاستفادة منها في عملية التوثيق، إلى جانب إنشاء ملفات للعمل الجماعي مثل ملف متابعة تسليم التطبيقات الموحد، هذا إلى جانب متابعة أمور مكتبية وإتمام العمل فيها مثل الفحص السريع اليومي، وساهمت في إنشاء حلقات تواصل مع الطلبة من خلال التطبيقات المختلفة".

أما أ. فيصل محمد معلم مادة الرياضيات والمشرف الإداري بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين، فقد أشار إلى أن التواصل مع الطلاب يعتبر من أهم التحديات التي تواجه طاقم المعلمين والإداريين في فترة الجائحة، فكان لزاماً على المعلم أو الإداري الذي يتطلع الى بلوغ مرتبة الامتياز في عمله أن يتخطى هذا التحدي بكل جدارة.

ومن التحديات التي واجهته كمعلم رياضيات ومشرف إداري ومنسق لبرنامج إنجاز وأصيل البحرين في المدرسة هي صعوبة التواصل مع الطلبة المتخلفين عن تأدية التطبيقات في الوقت المحدد وبالشكل المطلوب، لذا كان من أولوياته تخطي هذا الظرف بأقل جهد وفي وقت وجيز للوصول إلى عمل مميز، ومن هذا المنطلق تم تحويل الخط الأرضي لإدارة المدرسة الى هاتفه الخاص بغرض التواصل مع طلبة الصفوف الخاصة به في وقت الدوام وخارجه، وفي هاتفه الخاص يوجد برنامج معين يحتفظ بالبيانات وأرقام هواتف أولياء أمور الطلبة المسجلين في شعبه الدراسية، مما ساهم في تذليل الصعوبات التي كانت تواجهه في التواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم والمتعلقة بالتأخر في تسليم التطبيقات المطلوبة أو حتى غيابهم عن التطبيق، ونتيجة لهذه المتابعة تم رفع نسبة حضور الطلاب في التطبيقات إلى 100% ونسبة غيابهم أصبحت 0% في جميع التطبيقات المطلوبة منهم وذلك في الشعب الخاصة بالمعلم فيصل، وتم توثيق ذلك الأمر في برنامج متعلق بحضور وغياب الطلبة خاص بإدارة المدرسة.