زيادة نسب القروض الشخصية عنوان لزيادة الاستهلاك في المجتمع

الخطط التسويقية أصبحت أكثر دهاءً للتأثير على المستهلكين



زيادة التسهيلات المالية و"ضغط الأقران" سببا إقبال المجتمع على الكماليات

قلة الوعي الاستهلاكي أدت إلى التعثرات المالية والمطالبة بإسقاط القروض!

أهمية استحداث جمعية لمكافحة العادات الاستهلاكية


مريم بوجيري

أكد رائد الأعمال والخبير الاقتصادي حازم جناحي أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت كـ"السرطان" الذي أثر على الاستهلاك في المجتمع بحوالي الضعف، معتبراً أنها أسهمت في زيادة نسبة القروض الشخصية لدى الأفراد وامتدت تأثيراتها إلى حد التعثر المالي لدى الكثيرين.

ولخص لـ"الوطن" أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير، حيث أصبح تصوير الشخص لاقتنائه منتجاً جديداً من "العادات والتقاليد" المستحدثة التي يتم اعتمادها بغرض المشاركة للمتابعين، ما يحفز الأطراف الأخرى لاقتناء ذات المنتج، مشيراً إلى أن مؤثري وسائل التواصل ساهموا في تضخم الاستهلاك المجتمعي من خلال الترويج والتصوير وإيجاد نسب خصم على السلع والمنتجات، ما يعد محفزاً للاستهلاك بشكل كبير.

خلايا إعلانية سرطانية!

ولاحظ جناحي أن أغلب حسابات التواصل الاجتماعي تركز بالأساس على زيادة الاستهلاك، وخصوصاً تلك التي عليها تفاعل جماهيري، والذي لوحظ أنه يرتفع نهاية كل شهر بالتزامن مع نزول الرواتب في حسابات الأفراد وتلك العادة أصبحت مستحدثة بسبب "السوشال ميديا".

وقال: "وتيرة الاستهلاك زادت وسرعتها زادت بسبب التفاعل على شبكات التواصل، حيث كان في السابق الإعلان لا يقتصر وجوده إلا على إعلان جريدة أو مجلة لكن اليوم في كل ربع ساعة هناك إعلان جديد كخلية سرطانية"!

واعتبر أن ذلك أفرز شكلاً من أشكال الإدمان الاستهلاكي، حيث أصبح الناس يتبعون "الهبة" والجميع يتأثر بالآخر وخصوصاً أن التسهيلات متوافرة للجميع، والكل لديه قدرة على الشراء وخصوصاً أن التقسيط أصبح في متناول الجميع ما خلق شراهة لدى المجتمع على الاستهلاك.

وأضاف: "بكل أسف تغيرت الأولويات وأصبحت مقلوبة فأصبحت الكماليات هي أساسيات لدى البعض على الرغم من أنه ليس كل ما يعرض على وسائل التواصل حقيقياً حيث إن الخطط التسويقية أصبح فيها دهاء واستغلال التواصل الاجتماعي للتأثير على المستهلكين".

المؤثرون بين الواقعية والمصداقية

وأكد أن المؤثر قد لا يملك السلعة التي يقوم بالترويج لها إنما تعتبر دعاية غير مباشرة ما قد يتسبب في دخول المنتجات لدى المستهلك في اللاوعي ويفرز لديه محفزاً على الشراء إلى جانب ما أسماه بـ"ضغط الأقران"، حيث أصبح من يقوم بالتوفير ينعت بالبخل أو الحرص الشديد.

وبين أنه كلما زاد الاستهلاك زادت القروض ما يؤدي بالتالي إلى قلة احتياطيات الشخص واتكاله على الحكومة في الانتشال من عثراته، عازياً ذلك إلى قلة الوعي الاستهلاكي، ولذلك بين رفضه للمطالبات من البعض بإسقاط القروض كونها تعالج المشكلة بمشكلة أخرى وإسقاطها سيعيد الشخص للاقتراض من جديد وبالتالي يكون عرضة أكثر لخطر التعثر المالي.

إيجابيات وسلبيات

وأشار إلى أن الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس خاطئاً وخصوصاً من ناحية الابتكار وزيادة المساحة السوقية وقلة التكلفة ووجودها في متناول الجميع، لكن تتلخص سلبياته في انتشار المغريات على مستوى العالم كمنصة يتم استغلالها ما يعني أنها سلاح ذو حدين.

توصيات

واعتبر جناحي أنه من المهم أن يكون لدى المجتمع وعي مالي يدرس في مراحل مبكرة من خلال المناهج الدراسية قبل سن المراهقة لتعلم قيمة الشيء وكيفية التمييز بين الأساسيات والكماليات.

وطالب بالتركيز عليها في المناهج، إلى جانب تبني دورات للمقبلين على الزواج في كيفية الإدارة المالية لبيت الزوجية وخصوصاً أنه شهد شخصياً كمرشد ريادي كثيراً من التعثرات حيث إنه إذا لم يتم التأسيس للمجتمع من البداية فلا يمكن لوم الناس على رغبتهم في الدعومات أو المساعدات أو إسقاط القروض وغيرها، مشدداً على أهمية استحداث جمعية لمكافحة العادات الاستهلاكية إلى جانب وضع الكتب التي يتم تعليم ترشيد الاستهلاك من خلالها ونشرها لزيادة الوعي المجتمعي.