إرم نيوز


كشف باحثون بريطانيون وإيرانيون، أن الحشرات من المحتمل جدًا أن تشعر بالألم عبر آلية بيولوجية معينة، وهو حس الألم، المعروف عند الثدييات.

وأشار الباحثون إلى أن ”هذا الاكتشاف يجدد الجدل الساخن حول الرفق بالحيوان، والذي يجب أن يشمل الحشرات الآن“، وفق ما أورده موقع ”trust my science“، يوم الإثنين الماضي.

وقال الموقع إن ”حس الألم – القدرة على الإحساس بالألم – ضروري لبقاء الكائن الحي ورفاهه العام“.


وأكد أنه ”يتوافق مع جميع وظائف الجسم مما يسمح له باكتشاف وإدراك والتفاعل مع المحفزات الداخلية والخارجية الضارة المحتملة“.

”ويمر هذا من خلال مستقبلات الإحساس بالألم، الموجودة على النهايات العصبية، إذ تعطي التنبيه بالألم من خلال رسالة عصبية عند ”اكتشاف“ هجوم فعلي أو محتمل“، وفق المصدر ذاته.

ولفت إلى أن ”الألم تجربة ذاتية سلبية، يولّدها الدماغ، ويمكن منع أو تسهيل الإحساس بالألم و / أو الألم من خلال ما يسمى بالخلايا العصبية الهابطة في الدماغ أو ”ضوابط الألم الهابطة“، وهي ميزة تكيفية حقيقية“.

وتابع: ”في الواقع، على سبيل المثال، أثناء قتال لن يشعر الحيوان المصاب بالألم على الفور (يتم تثبيط المستقبلات). ولكن بمجرد انتهاء القتال يمكن أن تُسهّل ”ضوابط الألم الهابطة“ معالجةَ الإحساس بالألم، لذلك سيسعى الحيوان إلى حماية جرحه أثناء التعافي“.

وأردف أنه ”لهذا السبب تمر دراسات الفقاريات، اليوم، أمام لجان الأخلاقيات لإثبات أن قيمة البحث تفوق أي ضرر يلحق بالحيوانات المعنية“.

وبناءً على ذلك، ”بدأت رأسيات الأرجل مثل الأخطبوط والحبار في الاستفادة من نفس الحماية. لكن هذا ليس هو الحال مع الحشرات، حيث نادرًا ما تم استكشاف مسألة ما إذا كان لهذه الحشرات مثل هذه الضوابط الهابطة للألم، أو الدوائر العصبية التي تسمح بذلك“.

وأشار إلى أن الباحثين من جامعة ”كوين ماري“ البريطانية و“طهران“ الإيرانية، قاموا بتجميع المؤلفات المتوفرة حول الألم عند الحشرات، بما في ذلك الدراسات السلوكية والجزيئية والتشريحية.

ونُشرت نتائجهم غير المتوقعة حول إدراك الألم الذي يشبه الإنسان، في مجلة ”Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences“.

تعديل الشعور بالألم

يجب أن نعرف أولًا أنه في الواقع يمكن أن يكون حس الألم مصحوبًا بإحساس حقيقي بالألم، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا.

وكانت أبحاث سابقة أظهرت أن ”الحيوانات والحشرات تمتلك أنظمة فسيولوجية تستجيب لما يمكن وصفه في الحيوانات بأنه تجربة مؤلمة“.

”لكن من الصعب للغاية الحكم على ما إذا كانت الحشرة تشعر بالألم حقًا، لأن هذه التجربة السلبية يتحكم بها الدماغ بقوة“، بحسب تقرير الموقع.

ووفقًا لمُعِدّي الدراسة يُظهر العمل السلوكي أن الحشرات يمكنها تعديل السلوك بعد تحفيز مستقبلات الألم، عن طريق نظامها العصبي المحيطي والمركزي.

وبعبارة أخرى، فإن بعض الحشرات تتصرف بشكل واضح ”بشكل طبيعي“ بعد الإصابة، وتستمر في إطعام نفسها أو بعدم تغيير سلوكها، حيث ”تم استخدام هذا الدليل، أولًا في المؤلفات العلمية للإشارة إلى عدم وجود الألم عند الحشرات“.

وأعلن فريق البحث في بيان: ”نحن نؤيد أن الحشرات تمتلك -على الأرجح- سيطرة عصبية مركزية على الشعور بالألم، استنادًا إلى أدلة علم الأعصاب السلوكية والجزيئية والتشريحية. مثل هذا التحكم يتطابق مع وجود تجربة الألم.

رفاه الحشرات والإنتاج المكثف

في العام 2021، أوضحت الأمم المتحدة أنه ”يمكن للحشرات الصالحة للأكل أن تنوّع النظم الغذائية، وتحسّن سبل العيش، وتساهم في الأمن الغذائي والتغذوي، وأن تحقق بصمة بيئية أضعف من مصادر البروتين الأخرى“، بحسب تقرير الموقع.

وأشار إلى أنه ”في سياق الزيادة المستمرة في عدد سكان العالم وتربية حيوانات تقليدية تعدّ مساهِمًا رئيسًا في تغير المناخ يبدو أن الإنتاج المكثف للحشرات من أجل الغذاء هو أفضل بديل، لكن الآثار الأخلاقية لم تؤخذ في الاعتبار، لأن حماية رعاية الحيوانات لا تغطي الحشرات حاليًا“.

لذلك يجب أن تسعى الأبحاث المستقبلية إلى توصيف أفضل للتغيّر في سلوك حس الألم، وتحديد ما إذا كان هذا مرتبطًا بالألم عند الحشرات.

وستساعد هذه الدراسات في توضيح ما إذا كان ينبغي علينا توفير الحماية الأخلاقية للحشرات في السياقات التي قد تكون ضارة، مثل الزراعة والبحث، كما هو الحال مع الأخطبوطات.

ومع ذلك ففي وقت سابق من هذا العام، دعا العلماء إلى إغلاق أول مزرعة أخطبوط في العالم، خوفًا على رفاهية الماشية في مزارع تربيتها.

لكن هذا لم يمنع شركة ”Nueva Pescanova“ الإسبانية متعددة الجنسيات من الإعلان عن أنها ستبدأ التسويق بحلول عام 2023 .

ويخلص الخبراء إلى القول إن ”الحشرات التي تعتبر مُضرة أو طفيليات تعد كائنات أقرب إلينا كثيرًا. ستجعلنا هذه الدراسة نفكر مرتين قبل استخدام مبيد حشري أو سحق العنكبوت“.

وأضافوا: ”كوننا على قمة السلسلة الغذائية لا يعطينا الحق في إساءة معاملة الروابط الأخرى من أجل شهيتنا وحدها، تحت غطاء الحجة البيئية“.