رويترز


أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إحراز تقدم في الهجوم المضاد الذي بدأ الأسبوع الماضي، مشيداً بقواته لاستعادتها قريتين في جنوب أوكرانيا، وثالثة شرقها إلى جانب المزيد من الأراضي في الشرق أيضاً.

ولم يذكر على وجه التحديد مكان وجود هذه المناطق، ولم يأت أيضاً على ذكر موعد تحريرها، مكتفياً بالقول إنه تلقى "تقارير جيدة" في اجتماع، الأحد، من قادته العسكريين ورئيس المخابرات.

وشكر زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور، قواته على تحرير قرية في منطقة دونيتسك في الشرق والاستيلاء على أراض مرتفعة في منطقة شرقية أيضاً في الطريق من مدينة ليسيتشانسك إلى سيفرسك، وتحرير قريتين في الجنوب.


وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة لوغانسك، أعلنوا سيطرتهم على مدينة ليسيتشانسك أوائل يوليو الماضي في إطار معركة للسيطرة على منطقة دونباس، وهي مركز لتعدين الفحم، شرق أوكرانيا والتي تضم أيضاً مدينة سيفرسك.

ونشر نائب مدير مكتب الرئيس كيريلو تيموشينكو، في وقت سابق الأحد، صورة لجنود يرفعون العلم الأوكراني فوق قرية قال إنها تقع في المنطقة الجنوبية التي تشكل المحور الرئيسي للهجوم المضاد.

وكتبت تيموشينكو في منشور على "فيسبوك" فوق صورة لثلاثة جنود على أسطح منازل وأحدهم يثبت علماً أوكرانياً فوق أحدها "فيسوكوبيلا. إقليم خيرسون. أوكرانيا. اليوم".

ويقع إقليم خيرسون إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي غزتها موسكو في فبراير 2014 وضمتها إليها في الشهر اللاحق. وكانت القوات الروسية قد استولت على الإقليم في مرحلة مبكرة من الصراع الحالي.

بريطانيا: روسيا تركز على دونباس

من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، الاثنين، إن الجهود الرئيسية للقوات الروسية في أوكرانيا، تتركز على عملياتها العسكرية في إقليم دونباس جنوب شرق البلاد، لا سيما بعد أن "حققت أكبر قدر من النجاح" في هذا القطاع.

وقالت الوزارة في التحديث الدوري الذي تقدمه الاستخبارات العسكرية على "تويتر"، إن ّ"الجهود الرئيسية لروسيا في أوكرانيا، يكاد يكون من المؤكد أنّ يظل عملية هجوم دونباس، على الرغم من حاجتها لاحتواء الهجوم الأوكراني الأخير".

وأضافت: "على الرغم من أن روسيا حققت أكبر قدر من النجاح في هذا القطاع، ما زالت قواتها تتقدم نحو كيلومتر واحد في الأسبوع باتجاه باخموت".

وتابعت: "من المؤكد تقريباً أنّ الهدف السياسي لعملية دونباس يبقى تأمين منطقة دونيتسك بأكملها، ما سيمكن الكرملين من إعلان (تحرير) دونباس".

ورجحت الوزارة أنّ "القوات الروسية ربما أخفقت مراراً في الالتزام بالمواعيد المحددة لتحقيق هذا الهدف".

وزادت: "زعمت السلطات الأوكرانية أنّ القوات الروسية تتلقى أوامر الآن لإكمال هذه المهمة بحلول 15 سبتمبر الجاري".

واستبعدت الوزارة إمكانية "تحقيق القوات (الروسية) ذلك الهدف، الأمر الذي سيزيد من تعقيد خطط روسيا لإجراء استفتاءات على انضمام المناطق المحتلة إلى الاتحاد الروسي".

طلب مساعدات

وطالب زيلينسكي الأحد، الاتحاد الأوروبي بتعجيل المساعدات لأوكرانيا، وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، فيما استبعد الكرملين انفراجة قريبة في العلاقات مع بروكسل.

وذكر أنه طلب خلال اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بـ"الاستعجال في تخصيص الحزمة التالية من المساعدات لأوكرانيا".

وكتب على "تويتر": "بحثنا تخصيص الدفعة التالية من مساعدات الاتحاد الأوروبي (المالية) في أسرع وقت ممكن. وشددنا على الحاجة لإعداد الحزمة الثامنة من العقوبات (الغربية على روسيا)، بما يتضمن حظر إصدار التأشيرات للمواطنين الروس".

وأضاف زيلينسكي، الذي دعا الأوروبيين إلى توقع "شتاء صعب" بسبب تقليص صادرات النفط والغاز الروسية، أنه نسق مع فون دير لاين "الخطوات اللازمة للحد من حصول روسيا على أرباح زائدة عن الحد من بيع النفط والغاز".

"لا انفراجة"

وفي السياق، تتفاقم الأزمة في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، مع تعليق أوروبا الخميس الماضي اتفاقية تسهيل منح تأشيرات دخول للروس، واستمرار الخلاف بشأن إمدادات الطاقة، بعد إقرار خطة لتحديد أسعار النفط الروسي، ردت عليها روسيا بالتهديد بوقف كامل لتدفقات الطاقة.

وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الأحد، أن أي مواجهة تنتهي بانفراجة دائماً وعلى طاولة المفاوضات، وذلك في إشارة إلى العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، غير أنه شدد على أن تلك الانفراجة من غير المرجّح أن تكون "في الوقت القريب".

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن بيسكوف قوله إن المحادثات بين موسكو وكييف ممكنة، لكنه شدد على أنها "يجب أن تراعي مصالح روسيا".