اكتشف علماء الفلك أن مرور الوقت في المراحل المبكرة لنشوء الكون كان أبطأ بخمس مرات مما هو عليه اليوم.

تم التوصل إلى هذا الاستنتاج على أساس رصد تغيرات حدثت في إشعاع نحو 200 من ألمع المصادر الراديوية في الكون، وهي الكوازارات. أعلنت ذلك الخدمة الصحفية لجامعة سيدني الاثنين 3 يوليو. ونُشرت الدراسة بهذا الشأن في مجلة Nature Astronomy الفلكية.



وقال الأستاذ في جامعة سيدني غيراينت لويس: نعلم بفضل أينشتاين أن الزمان والمكان مرتبطان بعضهما ببعض بشكل لا ينفصم، كما نعلم أن الكون يتوسع باستمرار، الأمر الذي يعني نظريا أنه عند رصد الكون المبكر، ستبدو الأحداث التي تحدث فيه بطيئة، مقارنة بكيفية مرور الوقت الآن. وقد أثبتنا أن الوقت كان يمر بالفعل بشكل أبطأ بكثير مما هو عليه اليوم في أول مليار عام بعد الانفجار الكبير.

وحقق الباحثون هذا الاكتشاف نتيجة 20 عاما من رصد توهج 190 كوازارا، وهي ثقوب سوداء فائقة الكتلة ونشطة جدا في أوساط المجرات. وانبعث ضوؤها، الذي وصل إلينا منذ فترة تتراوح بين 3 مليارات عام و12 مليارعام. ويرصد علماء الفلك نوى المجرات هذه في إطار مشروعي Dark Energy Survey و Sloan Digital Sky Survey لدراسة الطاقة المظلمة.

وتتبع العلماء في اثناء أرصادهم تشويه ضوء الوارد من الكوازارات. واختار الباحثون هذه المصادر بطريقة تجعل لمعانها يتغير بتساوٍ تقريبا. وقاموا بقياس وتيرة تشويه تدفق الإشعاع للكوازارات الواقعة على مسافات مماثلة وقارنوا هذه القيم بقيم تابعة لمجموعات مختلفة.

وجعل ذلك من الممكن تقييم مدى بطء تدفق الوقت في مراحل مختلفة من وجود الكون وتأكيد أن مرور الوقت كان بالفعل أبطأ بكثير في الماضي. وعلى وجه الخصوص وجد مؤلفو الدراسة أن الوقت كان منذ ثلاثة مليارات عام أبطأ بنحو 1.2 مرة من اليوم، ومنذ 12 مليار عام كان أبطأ بخمس مرات.

وحسب الباحثين فإن تلك القياسات تؤكد نتائج أرصاد انفجارات نجوم سوبر نوفا بعيدة وقريبة نسبيا سجل خلالها علماء الفلك تسارعا مماثلا في مرور الوقت. وقال العلماء أن هذا الأمر يشير إلى أنه يمكن استخدام الكوازارات كأداة موثوق بها ودقيقة لقياس سرعة مرور الوقت.