يمكن أن تتراوح حالات الطوارئ الطبية أثناء رحلات الطيران من أمراض بسيطة إلى حالات تهدد الحياة، وفي بعض الأحيان، قد تؤدي إلى الوفاة، وبحسب تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست"، فإن طريقة التعامل مع حالة وفاة على متن رحلة على ارتفاع 35 ألف قدم هي واحدة من المواقف الأكثر تحديًا وخوفًا بالنسبة لطاقم الطائرة.

وفي الأشهر الأخيرة، سلطت حوادث مأساوية عدة، الضوء على التحديات التي تواجه أطقم شركات الطيران.

ففي فبراير/شباط، توفي راكب يبلغ من العمر 41 عامًا بعد إصابته بمرض على متن رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية من جمهورية الدومينيكان إلى ولاية كارولينا الشمالية.

وقبل أسابيع، تعرض راكب يبلغ من العمر 63 عامًا لحالة طبية طارئة وتوفي على متن رحلة خطوط "لوفتهانزا" من تايلاند إلى ألمانيا.

وفي هذا الأسبوع، توفي راكب يبلغ من العمر 73 عامًا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية بعد أن واجهت الطائرة اضطرابات شديدة.

الأثر العاطفي على الطاقم

وأكد مضيف الطيران السابق جاي روبرت، "الأثر العاطفي الذي يمكن أن تسببه هذه الحوادث لأفراد الطاقم"، مؤكدا أنه "أمر مرهق للغاية بالرغم من أنه يتم تدريب المضيفين على التعامل مع حالات الطوارئ الطبية بحساسية واحترافية".

وأوضح المدير الطبي العالمي لصحة الطيران في "MedAire" باولو ألفيس، أن شركات الطيران تطور إجراءاتها بما يتوافق مع لوائح وإرشادات الطيران الدولية من منظمات مثل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).

وتوفر هذه المبادئ التوجيهية إطارًا، لكن شركات الطيران تصمم إجراءاتها لتناسب احتياجاتها التشغيلية وبرامجها التدريبية المحددة.

وعادة، يتم تدريب أطقم الطيران على تقديم الدعم الأساسي للحياة، وإخطار الطيارين، وطلب المساعدة من المهنيين الطبيين على متن الطائرة.

أجهزة تنظيم ضربات القلب

وبحسب مضيفة الطيران هيذر بول: "هناك أجهزة تنظيم ضربات القلب الخارجية الآلية على متن الطائرات لاستخدامها في حالة فقدان أحد الركاب للوعي والتوقف عن التنفس، ونحن جميعًا مدربون على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي".

كما يمكن للمضيفين أيضًا الاتصال بالطبيب على الأرض للحصول على إرشادات إضافية أثناء حالات الطوارئ.

وفي حين أن أفراد الطاقم لا يستطيعون الإعلان رسميًا عن وفاة شخص ما، إلا أنهم يتبعون معايير محددة لافتراض الوفاة.

فإذا لم يستجب الراكب ولم يكن يتنفس، وتم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لمدة 30 دقيقة أو أكثر دون عودة الدورة الدموية التلقائية، يمكن اعتبار الشخص متوفى.

وقد يساعد أيضًا أحد المتخصصين الطبيين الموجودين على متن الطائرة في تحديد ذلك.

الإجراءات عند الوفاة

وعندما يُفترض أن أحد الركاب قد مات، على الطاقم التعامل مع الجثة بكرامة واحترام.

ويشمل ذلك تغطية المتوفى ببطانية وتأمين الجسم بحزام الأمان لمنع الحركة أثناء الرحلة.

وفي بعض الحالات، قد يتم نقل الجثة إلى منطقة أقل اكتظاظا بالركاب في الطائرة إذا سمحت المساحة بذلك.

ويرتدي أفراد الطاقم معدات الحماية الشخصية للحفاظ على النظافة والسلامة أثناء التعامل مع الجثة.

أما بالنسبة للرحلات الطويلة، فقد يتضمن الإجراء إعداد الجثة للتخزين في منطقة خاصة، مثل جناح شاغر من الدرجة الأولى مزود بسرير مسطح وأبواب للخصوصية.

ويتذكر جاي روبرت تجربته في العمل لدى إحدى شركات الطيران الدولية الكبرى قائلا: "لقد تم تدريبنا على استخدام الكرسي المتحرك الموجود على متن الطائرة لنقل الجثة إلى مكان مناسب وتجهيزها للتخزين دون إعاقة الخروج".

الإجراءات عند الهبوط

وعند الهبوط، يتواصل الطاقم مع الموظفين الأرضيين لضمان التعامل السليم مع المتوفى، اذ يتعين على شركات الطيران إبلاغ السلطات المختصة، ويتم اتباع بروتوكولات محددة لإعادته إلى وطنه.

ويوصي اتحاد النقل الجوي الدولي بإنزال الركاب الآخرين أولاً وضمان بقاء أفراد الأسرة مع الجثة حتى وصول السلطات المختصة.

وعلى الرغم من ندرة الوفيات أثناء رحلات الطيران، إلا أن التدريب والبروتوكولات الدقيقة تضمن التعامل معها بأقصى قدر من العناية والاحترافية؛ ما يوفر الدعم لكل من الركاب وطاقم الطائرة خلال هذه الأوقات الصعبة.