حذّر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، جيمس إلدر، من أن الأزمة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في السودان هي الأكبر من حيث الأرقام، واصفاً إياها بأنها "أزمة إهمال"، ومستنكراً "عدم الاكتراث العالمي" لأطفال السودان.

ولفت إلدر، إلى تفاصيل مروّعة عن تفشّي العنف الجنسي في سياق الحرب في السودان، قائلاً: "تحدثت بالأمس مع عاملة طبية كبيرة أطلعتني على حجم العنف الجنسي خلال هذه الحرب. وأوضحت أنها كانت على اتصال مباشر بمئات النساء والفتيات اللواتي تعرّضن للاغتصاب، وبعضهنّ في سنّ الثامنة. واحتُجز العديد منهن لأسابيع متواصلة. كما تحدثت عن العدد المحزن من الأطفال المولودين بعد الاغتصاب، الذين يتم التخلي عنهم".

يأتي ذلك بعد أيام من تأكيد المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحّوث، "تعرّض النساء والفتيات في السودان لجميع أنواع القسوة والعنف"، وتصريح المديرة المؤسسة لمنظمة كونفلوانس الاستشارية، ومقرّها في السودان، خلود خير، بأن العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان بات منتشراً "على نطاق واسع ومنهجي" و"لم يعد يقتصر على دارفور، بل تم الإبلاغ عنه في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ولايتي الخرطوم والجزيرة".

وخلال الشهر الماضي، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، براميلا باتن، إنها استمعت إلى روايات مروعة عن العنف الجنسي المتفشي والوحشي والذي يُعد سمةً بارزةً للصراع الدائر في السودان، مشددةً على استخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات بدوافع عرقية، وحالات الاغتصاب أمام أفراد الأسرة، والاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي للنساء والفتيات، واختطاف النساء للحصول على فدية من أفراد أسرهنّ، واستهداف الناشطات والمستجيبات الأوليات بمن فيهن أولئك اللواتي يقدّمن المساعدة والدعم للناجيات من العنف الجنسي.

وسبق أن حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن 6.7 ملايين امرأة في السودان معرّضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.