كان لنا شرف حضور اللقاء التشاوري حول الدليل الاسترشادي للتغطيات الإعلامية في الشأن الأسري، وذلك بحضور ومشاركة سعادة أمين عام المجلس الأعلى للمرأة، وسعادة وزير الإعلام، ومشاركة الكثير من زملائنا الإعلاميين والمتخصصين في الشأن الأسري.

إن ما كان يميز اللقاء التشاوري حول الدليل الاسترشادي، هو الصراحة والشفافية في الطرح، وتناول كافة القضايا بشكل صريح وواضح، والأهم من كل ذلك، هو إيمان المجلس الأعلى للمرأة بأن الدليل الاسترشادي مهما كانت صياغته حِرفية وقانونية، إلا أنه قابل للنقاش فيه، وحتى نقده ومعارضة بعض بنوده. كل ذلك من أجل الخروج بصيغة مثالية للدليل، وحتى تكتمل الصورة بشكل أكبر وأوضح بعد الانتهاء من تبني وأخذ بقية الملاحظات التي من شأنها تعزيز روح الدليل الاسترشادي في قادم السنوات. لقد قدم لنا المجلس الأعلى للمرأة نسخة من الدليل من أجل المراجعة وإبداء الرأي في المضامين، ومن ثم إرسالها للمجلس. وهذا يدل على انفتاح الأعلى للمرأة على كل المقترحات والتعديلات التي يمكن أن يدلي بها الإخوة الإعلاميون في حال كانت لديهم بعض الملاحظات لتقديمها في موعد حدده المجلس. في جولة سريعة عند قراءتي لهذا الدليل الاسترشادي، والذي يقع في 60 صفحة، تبين لي أنه من أفضل الأدلة الاسترشادية في مجمله وفي صياغته وتناول كافة الجوانب المتعلقة بالأسرة، وبدور الإعلاميين-الطبقة المُستهدفة- في تثقيف وتوعية المجتمع بالقضايا الأسرية المؤثرة، وتثقيفه بمفاهيم ومبادئ الاستقرار والترابط الأسري، وكذلك التوازن بين الجنسين.

لكن، لعل ما لفت نظري خلال اللقاء التشاوري، هو تركيز بعض المشاركين وبشكل مكثف للغاية حول أهمية عدم الخروج والتمرد عن عاداتنا وتقاليدنا في حال صياغتنا للدليل الاسترشادي، ومراعاة كل الجوانب المتعلقة بالعرف والعادات، وكأنها من المسلمات المقدسة.

بكل تأكيد، فإننا ضد كل السلوكات الشاذة التي من شأنها تذويب وتسطيح وتفريغ الأسرة البحرينية من مضامينها وقوتها وتاريخها، وبكل تأكيد نحن ضد كل ما من شأنه أن يكون سبباً في تمييع قيمنا الإسلامية وثوابتنا الدينية، لكن وفي ذات الوقت، يجب أن تكون تشريعاتنا منسجمة بشكل أو بآخر مع المعاهدات الدولية الراقية التي تتعلق بحماية الأسرة والمرأة والطفل، وإعطاء مساحة من «الحرية المسؤولة» لبقية مكونات المجتمع في حال صياغة مفاهيم حديثة تتعلق بمستوى التوازن بين الجنسين مثلاً. وألا نبالغ كثيراً في تخويف مجتمعنا -المتماسك أصلاً- من قضايا التغريب وبعبع الانسلاخ من الهوية، وذلك من خلال محاولة إثبات هويتنا التي هي مُثبَتة كذلك. هذه هي الملاحظة الوحيدة التي أحببت أن أتناولها هنا بكل شفافية. ومع كل ذلك، فإننا نؤكد وقوفنا شبه التام مع كل ما جاء في الدليل الاسترشادي الرائع.