كانت بحق أمسية ذكريات رياضية جميلة ومعبّرة تلك التي دعانا إليها رجلا الأعمال الشقيقان عبدالجليل ومهدي أحمد لاعبا "الزمن الجميل" بفريق نادي رأس الرمان لكرة القدم بمجلسهما العامر بالسهلة الشمالية مساء الجمعة الماضي، حيث التقى أكثر من 60 من إداريين وحكام ولاعبين من نجوم كرة القدم البحرينية في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي استعادوا خلالها جزءاً من سيناريوهات لقاءاتهم في الملاعب وخارجها مجسدين بذلك روح الأسرة الرياضية الواحدة التي كانت سائدة في ذلك الوقت رغم حدة وشراسة المنافسة الميدانية بينهم والتي كانت سمة من سمات التنافس الرياضي المشروع.

شخصياً كنت سعيداً جداً وأنا أتابع العناق الحار بين الرفاق الذين فرّقتهم مشاغل الحياة بعد الاعتزال فأصبحوا لا يلتقون إلا في هكذا مناسبات نادرة جداً بعد أن كانوا يلتقون أسبوعياً في المنافسات المحلية بالإضافة إلى لقاءاتهم الدورية في المعسكرات الداخلية والخارجية للمنتخبات الوطنية وغيرها من المناسبات الرياضية والاجتماعية.

الابتسامة وتبادل الذكريات الرياضية -حلوها ومرّها- كان الشعار المميز لأجواء تلك الأمسية الرائعة التي أعادتنا إلى زمن لم يكن فيه الولاء والانتماء إلى الماديات، بل كان الولاء والانتماء إلى الوطن والنادي!

مبادرة الشقيقان عبدالجليل ومهدي أحمد تعد امتداداً لمثيلاتها من المبادرات الإيجابية الداعية للمّ شمل نجوم الرياضة البحرينية المعتزلين من إداريين وحكام ولاعبين والتي كان قد بدأها سعادة مستشار جلالة الملك المفدى للشؤون الرياضية الأخ صالح بن عيسى بن هندي المناعي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ولاتزال مستمرة خلال ليالي شهر رمضان من كل عام متبوعة بمبادرات متقطعة من بعض المجالس والتجمعات الرياضية كتلك البطولة التي نظمها مؤخراً الأخ العزيز محمد العليوي على كأس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والتي شهدت مشاركة واسعة من كوكبة من نجوم الأندية المحلية المعتزلين وبطولة نجوم الكرة السابقين الرمضانية التي نظمت لأول مرة في رمضان المنصرم بمبادرة من موقع كلاسيكو الإلكتروني.

كل هذه المبادرات الإيجابية التي نأمل ألا تنقطع تنم عن روح المواطنة الصادقة التي يتمتع بها الشعب البحريني وتعبّر عن وحدته وترابطه وتعزز من دور الرياضة في تأكيد اللحمة الوطنية البحرينية.

شكراً للأخوين عبدالجليل ومهدي أحمد على هذه المبادرة الطيبة وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي كانت عنواناً معبّراً لهذا اللقاء الرائع في ظاهره وباطنه.