ودّع العالم العربي والإسلامي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي انتقل إلى جوار ربه في أحد أيام الله المباركة يوم الجمعة الموافق 13 مايو، بعد مسيرة من العطاء كان خير خلف فيها لخير سلف والده مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، ولعل ما شعرت به يوم الجمعة، هو ذات الشعور المؤلم الذي شعرت عند سماع خبر وفاة الشيخ زايد في العام 2004، وذات الشعور عندما أعلنت كإعلامية بحرينية خبر وفاة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في لعام 1999، فهذه النماذج من القادة لا تنسى، وستظل ذكراهم خالدة على قلوبنا، وسنظل نذكر التحديات التي مروا بها، والإنجازات التي تحققت بفضل قيادتهم الرشيدة، وعند الحديث عن الشيخ خليفة رحمه الله، نجد أنه ترك خلفه دولة محورية ومزدهرة على كافة المقاييس والأصعدة.

وصف المغفور له الشيخ خليفة، بقائد مرحلة التمكين التي امتدت منذ توليه الحكم في نوفمبر العام 2004، ما يعكس النقلة الكبيرة التي وصلت إليها الإمارات، والانتقال بمرحلة وضع اللبنة الأساسية إلى النموذج الدولي الأكثر تنمية وازدهاراً، بدءاً من الاستثمار في الإنسان من خلال تمكين الإماراتيين، وإتاحة فرص تطوير قدراتهم وإمكانياتهم، ولم يقتصر التمكين على الإماراتيين وحسب، بل امتدت للمقيمين والضيوف من كافة دول العالم، لتتحول الإمارات إلى حلم كل حالم طموح يبحث عن البيئة المناسبة والأرضية الخصبة لموهبته وإبداعاته، ولاشك أن الاهتمام بالإنسان حقق النتائج الباهرة، وأدت لوصول الإمارات إلى صدارة المؤشرات العالمية على جميع الأصعدة، لتصبح الإمارات نموذجاً يستشرف المستقبل بكل قوة وفعالية.

لقد كانت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، شاهدة على مناقب المغفور له الإنسانية، والتي خففت من معاناة الملايين من البشر، وصلت مساعداتها إلى أكثر من 87 دولة في العالم، تشمل مجالات الصحة والتعليم ودعم المجتمعات الفقيرة، بالإضافة إلى البنية التحتية، كما وصلت المساعدات التي قدمتها الإمارات في عهد الراحل الشيخ خليفة إلى 206 مليار و34 مليون درهم، خلال الفترة ما بين 2010 إلى 2021، لتصبح الإمارات في عهده قدوة للرحمة الإنسانية، التي وصلت لكافة البشر بدون تمييز. وبرحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، تنتقل الراية الإماراتية إلى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتنتقل الإمارات من مرحلة ترسيخ التأسيس والتمكين، لتنطلق مرحلة جديدة تتزامن مع رؤية الإمارات الاستراتيجية للخمسين سنة القادمة، مرحلة مهمة تسعى الإمارات من خلالها أن تكون الأولى عالمياً.