مقولة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ونسبت إلى رجل الأعمال الأمريكي، بيل غيتس، تقول «إذا رافقت 5 أشخاص واثقين ستصبح سادسهم.. وإذا رافقت 5 مليونيرات فستصبح سادسهم.. وإذا رافقت 5 أغبياء فستصبح سادسهم»..

ولكن؛ ما حقيقة ذلك في حياتنا اليومية.. وهل بالفعل يمكن للمحيطين بنا أن يكون لهم كل هذا التأثير علينا.. وما هو حجم تأثرنا بمن حولنا سواء بالإيجاب أو بالسلب.. وهل تنطبق هذه المقولة على الأفراد فقط أم أنها تنسحب على الدول والشعوب أيضاً؟! لاشك أن الإنسان ابن بيئته، يؤثر ويتأثر بها، وقيل قديماً «قل لي من تصاحب أقل لك من أنت»؛ أي أن توجهات الأصدقاء والمقربين لها تأثيرها على سلوكيات الأفراد وحياتهم، وقد تساهم في تقدم الفرد وتميزه إذا كان هذا الصديق يتمتع بدماثة الأخلاق والتربية الصالحة والنجاح والرغبة في العمل والتطور، وذات الأمر ينطبق إذا كان الصديق فاسداً أو مجرماً أو فاشلاً.

وحتى في ديننا الحنيف فقد حثنا على مصادقة الأتقياء والصالحين، والذين يعينون على العمل الصالح والالتزام بأوامر الشرع الحنيف والنهي عما نهى عنه، وقد قال تعالى في سورة الزخرف: «الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين».

وخلصت دراسة علمية إلى أن «التأثر بالأصدقاء والرفاق أمر لاشعوري، إذ يحاول الدماغ باستمرار البحث عن أدلة من الأشخاص المحيطين بنا ليخبرنا عن السلوك اللائق الذي يجب أن نسلكه، وهو ما قد يكون له عواقب وخيمة».

أعتقد جازماً أن ذات الأمر ينطبق على الدول والشعوب بدرجة كبيرة؛ حيث يساهم أصحاب النظرة التشاؤمية والناظرين إلى نصف الكأس الفارغة في تحطيم الآمال والدفع إلى السوداوية، وبالتالي يخلقون نوعاً من السخط ضد الدولة والمجتمع، وهو ما قد يصل إلى أن يكون سبباً في انتشار الفوضى والاضطرابات ويهدد الأمن والسلم المجتمعي، ولنا في كثير من الدول حولنا عبرة وعظة، حيث تحولت إلى دول فاشلة تحكمها ميليشيات وعصابات، وتفتقر لأبسط مقومات الحياة الطبيعية.

وأخيراً؛ لدي قناعة راسخة وإيمان لا يتزعزع بأن الإيجابية والشغف والرغبة في التطور والعمل هي المحركات الأساسية للنجاح وتحقيق الأحلام، لذلك فليس من المقبول أن نلقي بالاً للفاشلين والمحبطين حولنا، لأن الفاشل يعتقد أن الجميع فاشلون، بل قد يسعى إلى زرع الإحباط واليأس وتدمير الأحلام والآمال، ما قد ينعكس على المحيطين بشكل سلبي، ويكون له أثره المدمر على المجتمع ككل.

إضاءة..

«إذا كان لديك صديق يتّبع نمط حياة صحياً؛ فإن هناك احتمالية أن يتحسن نمط حياتك الصحي بمقدار خمس مرات، وإذا كان لديك صديق ناجح في العمل فإن هناك احتمالية بأن يتحسن أداؤك في العمل بمقدار سبع مرات».

توم راث في كتاب (أصدقاء حيويون)