حديث مسهب متشعب الجوانب، ونقاش مفتوح وذو شفافية عالية، مع صدور مفتوحة وتبادل للآراء، والمحور لكل هذا كان اسم رجل عظيم كلنا نحبه ونعشقه ونواليه ولا نحيد عن دربه، هو صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ملكنا الغالي حفظه الله وأيده.

المكان كان مجلس وزارة الخارجية بدعوة من وزيرها الدكتور عبداللطيف الزياني ولقاء جمعه مع عدد من كتاب البحرين الوطنيين، وكما أشرت أعلاه، محور الكلام كان عن قائدنا العظيم جلالة الملك وعن نهجه الدبلوماسي وأسلوبه «الحكيم» في التعامل مع الملفات الخارجية والدول الشقيقة والصديقة والقضايا العالمية وما يهم أمتنا العربية والإسلامية، والذي هو نهج يُدرّس ويُعلّم، عرابه ومؤسسه قائدٌ نهجه السلام والتعايش والتعامل الحكيم، والأهم مصلحة الشعوب وحمايتها وتحقيق الأمن والرفاه والسعادة لها.

خلال أكثر من ساعتين، أفادنا وزير الخارجية بإسهاب موسع عن ثلاث محطات دبلوماسية لجلالة الملك، فيها قدم قائدنا الكبير دروساً بالغة في الحكمة والقيادة الذكية والدبلوماسية الرفيعة، وكيف تكون الدولة التي ترفع شعار الإنسانية أولاً، وتهتم بالبشر ومصالحهم، وتدعو للسلام والتعايش وتغليب الحوار في كل الأمور. محطات تجعلك تفخر أيما فخر بـ«فكر قائد» و«إنسانية والد» و«حكمة حكيم» و«صلابة جبل» و«جزالة بليغ»، هو قائد لك وأب لك وحامٍ لك، رجل يكفي اسمه ليجعل العالم يعرف من هو وما هو فكره وما هو نهجه وكيف صنع بلداً جديداً شعاره الإصلاح والإنسانية والتسامح، نعم هو ملكنا الذي نفخر به حمد بن عيسى.

استذكرنا مواقف جلالته وكلمته في قمة جدة، ويا لها من كلمة بليغة جامعة، كتبنا حينها عدة مقالات نحلل الجوانب والمحاور المختلفة لها، وكيف كان خطاب ملكنا صريحاً وواضحاً بشأن ما يهم الشعوب ويحفظ حقوقهم وأمنهم وسلامهم ويوفر الحياة الكريمة لهم، وكيف نمضي قدماً لتحقيق السلام العالمي وتغليب لغة الحوار. كلمة يجب أن تدرس لعمقها وشموليتها، تمثل مادة غنية لمن يريد دراسة فكر القادة والملوك، ولمن يريد أن يفهم السياسة والدبلوماسية في أرقى صورها، ولمن يريد أن يحلل كيف تدار ملفات الدول الخارجية، وكيف تتحول الدبلوماسية الهادئة والذكية لأمضى سلاح يحفظ الدول وشعوبها.

وعرجنا على لقاء جلالته بأشقائه في مدينة العلمين المصرية، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الرئيس المصري ورئيس دولة الإمارات وملك الأردن، ورأينا كيف يعمل ملكنا المعظم بكل جدية وثبات لأجل تعزيز تماسك ولحمة الشعوب العربية، وكيف يضع مصلحتهم في مقدمة أولويات العمل العربي المشترك، وكيف يؤمن قائدنا بالسلام وضرورة تغليب لغة الحوار وحشد الصفوف وتعزيز التلاحم بين الأشقاء.

وعالمياً، جاءت القمة البحرينية الفرنسية في باريس، بين جلالة ملكنا والرئيس الفرنسي لتعزز من علاقات التعاون الخارجية مع الدول الأجنبية، ولتؤكد على أهمية الطرق الدبلوماسية في ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم، وهو لقاء يكشف لنا توجه ملكنا العزيز في توطيد وشائج التعاون والصداقة مع الدول المختلفة تأكيداً لأهمية التحالفات والتي قد تحسم كثيراً من الملفات الهامة التي تمس الإنسانية جمعاء.

لو أردنا الحديث عن نهج «عراب» نهضتنا وقائد مسيرتنا على المستوى الدبلوماسي لاحتجنا مجلدات، فالملك حمد يقدم في كل مرة نموذجاً فريداً من نوعه، هو مادة تدرس وبكل قوة، يدرك معانيها ومضامينها من يتبحر في كلامه وفي جوامع مفرداته ومغزى معانيه، وهنا نتمنى لو تحركت جامعاتنا الوطنية، ومراكزنا البحثية والدبلوماسية لإعداد مناهج دراسية على مختلف المستويات تتناول هذا الفكر المتقدم لجلالته، وتهيئ من خلال دراسة سياسته وتحليل استراتيجيات حكمه وعمله أجيالنا مستنيرة ومتشربة لفنون العمل الدبلوماسي الرفيع، وهنا ستجدون أننا نبني أجيالاً على خطى ملكهم، بل سنجد جيشاً غايته وهدفه البحرين ورفعتها ونهضتها.

حفظ الله الملك المعظم وأدامه ذخراً وسنداً وقائداً ووالداً.