قبل أيام انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صورة للمنتخب العراقي لكرة القدم يتوسطها من يحمل بروازاً به صورة لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكتب أعلى الصورة «الذكرى السنوية الثالثة لشهداء قادة النصر».

بعض العراقيين الذين اعتبروا ذلك استفزازاً وإقحاماً للسياسة في الرياضة واستقبالاً سيئاً لدورة كأس الخليج المقرر إقامتها في البصرة في 6 يناير المقبل نشروا تعليقاتهم على ذلك وتساءلوا «هل تتحول خليجي المقامة في البصرة إلى مظاهرة سياسية ؟» ورأوا أنه «يجب مقاطعة الدورة إذا لم يتم إزالة هذه الصور» وقالوا «هذا تجمع رياضي وليس سياسياً» وطالبوا اتحاد الكرة والفرق الخليجية الأخرى باتخاذ موقف حازم. بينما نشر السياسي والمحامي العراقي فائق الشيخ علي تغريدة جاء فيها «لن أعطيَ رأياً مسبقاً بخليجي البصرة حتى لا يُفَسَّر موقفي بأنني مع أو ضد إقامة الدوري ولكن استخدام المناسبة الرياضية لرفع شعارات سياسية سيسيء للدوري وللعراق ولشعبه.. يجب أن تفهموا وتعوا وتدركوا بأن قاسم سليماني وأبا مهدي المهندس في نظر الخليجيين هما قاتلان إرهابيان مجرمان».

الصورة المثيرة للجدل لا يبدو أنها مفبركة وإن يصعب استبعاد مثل هذا الأمر في ظل التطور التكنولوجي اليوم ولكن في كل الأحوال يمكن الاستفادة من نشرها في جعل المعنيين بدورة كأس الخليج الانتباه لمثل هذه الأمور واتخاذ موقف حازم منها ومنعها كي لا يتم الخلط بين الرياضة والسياسة وتتحول الدورة الرياضية إلى مظاهرة سياسية وجدل يفضي إلى مواقف وعداوات جديدة بين أبناء دول الخليج العربي.

أما الأهم من ذلك فهو عدم السماح لأحد بالتدخل في هذا الشأن وخصوصاً النظام الإيراني الذي من غير المستبعد أن يستغل هذا الحدث لخدمة أهدافه خصوصاً بعد انتشار التصريحات المنسوبة للرئيس الفرنسي خلال حضوره قمة بغداد الثانية في الأردن والتي منها «إن خطة شاملة بدأ العمل عليها منذ 2020 لتعزيز الاقتصاد العراقي وإنشاء مشاريع استثمارية ضخمة بهدف زيادة الدور الإقليمي العراقي في المنطقة».