لقاء حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم والرئيس الروسي قبل أيام له دلالات عدة فالاستقبال الروسي «الفخم» لجلالته في موسكو والذي شمل اجتماعات مع شخصيات سياسية ودينية روسية بارزة واجتماعاً مميزاً بين جلالته حفظه الله ورعاه والرئيس الروسي -شاهدنا جميعاً مقتطفات منه عبر قناة «روسيا اليوم»- يدل على المكانة الكبيرة التي يحظى بها جلالته عند القيادة الروسية وروسيا نفسها وهي الدولة العظمى وذات الثقل الكبير دولياً وعسكرياً.

وقد علق الرئيس الروسي بوتين بعد لقائه مع جلالة الملك المعظم بأن المحادثات بينهما كانت «لطيفة» وهو دليل على الشعور بالرضا والارتياح بل وحتى السرور.

والبحرين على الرغم من صغر مساحتها الجغرافية إلا أنها تلعب أدواراً محورية ومهمة في الفضاء الدبلوماسي سواء معلنة مثل ترؤسها للدورة الثالثة والثلاثين من القمة العربية أو خلف الكواليس بحيث تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الدول والوساطة بينهم في القضايا محل الاختلاف.

وقد أشار بوتين إلى متانة العلاقة الدبلوماسية الروسية البحرينية واستمرارها طوال السنوات الماضية على الرغم من عدم لقاء القادة منذ 2016 وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على نشاط ونجاح الدبلوماسية البحرينية وقدرتها على كسب الأصدقاء والمحافظة عليهم.

من جانب آخر تظهر الزيارة عزم جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه على العمل الفوري في تنفيذ المبادرات التي أعلنها جلالته في القمة العربية الثالثة والثلاثين ومن ضمنها عقد المؤتمر الدولي للسلام الذي يعتبر خطوة في سبيل الوصول إلى حلول مستدامة للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وهذا التحرك السريع يعكس أسلوب البحرين الجاد في العمل والسعي دون كلل إلى إيجاد الحلول لقضايا العرب. كما تبين زيارة موسكو حرص البحرين على ترجمة قرارات القمة العربية الأخيرة -والتي حظيت بإجماع عربي غير مسبوق- إلى أفعال ونتائج ملموسة مما يتطلب دعماً من كبرى الدول في العالم وعلى رأسها روسيا الاتحادية التي طالما أبدت تعاطفاً مع المواقف العربية في شتى القضايا.

إذاً، دلالات اللقاء البحريني الروسي على مستوى القادة في موسكو تشير إلى علاقة صداقة صلبة ومتينة بين البلدين تتطور مع مرور الوقت وتزداد قوة. كذلك تشير إلى مكانة رفيعة تتمتع بها البحرين وجلالة الملك المعظم عند القيادة الروسية وهي قيادة كما عرف عنها تختار أصدقاءها بعناية فائقة.

أيضاً، تظهر مدى حرص البحرين على إنجاح رئاستها للقمة العربية وسعيها لتنفيذ المبادرات والقرارات التي خرجت بها القمة فوراً ودون تعطيل رغبة في تحقيق الإنجاز وإيجاد الحلول للقضايا العربية العالقة.