سوف تحصد مملكة البحرين مكاسبَ كبيرةً ونوعيةً من زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم إلى جمهورية روسيا الاتحادية، على كافة المستويات، وفي مختلف الأصعدة، خاصّة مع السعي الحثيث من لدن جلالة الملك المعظّم إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام حيث كانت روسيا أول دولة يتوجّه إليها جلالته بطلب دعم هذا المؤتمر نظراً لأهمية دور روسيا، خاصةً وأنّ جلالته حفظه الله أعرب عن أمله بأن يتحقّق هذا المؤتمر في مملكة البحرين.

ولعلّ ما يجب الإشارة إليه أن زيارة جلالة الملك المعظّم إلى روسيا الاتحادية تأتي بعد النجاح الكبير والملحوظ والإشادات الإقليمية والدولية التي حصلت عليها مملكة البحرين نتيجة استضافة اجتماعات القمة العربية في نسختها الـ33 برئاسة جلالة الملك المعظم، وصدور «إعلان البحرين» الذي جاء متوافقاً مع ما يتطلع إليه العرب جميعاً.

ويُحسب لمملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، الموقفُ التاريخي، تجاه الأشقاء في فلسطين، والسّعي إلى نُصرة القضية الفلسطينية، لاسيما وأنّ المملكة دائماً ما تُطالب بضرورة التهدئة ووقف التصعيد، والتوصّل إلى سلام عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضواً دائم العضوية في الأمم المتحدة.

لذلك؛ ركّزت وسائل الإعلام العربية والدولية على ما ذكره جلالة الملك المعظّم حينما قال إن «غزّة هي إحدى النقاط المؤلمة وأن الجميع يأمل أن تتوقف هذه الحرب في أقرب وقت، حفاظاً على الأبرياء الذين تأثروا كثيراً ونزوح مئات الألوف من بيوتهم ومن مناطقهم وهم يبحثون في بلادهم التي يبلغ طولها 40 كيلومتراً تقريباً وعرضها 12 كيلومتراً، بينما القصف مستمر».

ولعلّ من أبرز المكاسب السياسية التي تحصدها مملكة البحرين نتيجة زيارة جلالة الملك المعظّم إلى جمهورية روسيا الاتحادية، ثقةَ المجتمع الدولي في المملكة في كونها تبقى دائماً راعيةً للسلام والأمن والاستقرار حول العالم.

كما أنّ الزيارة تُمثّل بشكل مباشر تجديداً للتعاون والنماء في مختلف المجالات الثنائية، حيث شهدت التوقيع على نحو 7 مذكرات تفاهم وبرامج في قطاعات مختلفة أبرزها، الصحة، والدواء، والمواصلات، والاتصالات، والثقافة، والبيئة، والتدريب، الأمر الذي يصبّ في صالح الاقتصاد الوطني، لاسيما مع التصريحات الرسمية الروسية حول وجود مؤشرات إيجابية فيما يخصّ التعاون الاستثماري، بنحو 30 مشروعاً كبيراً وحزمة استثمار برساميل تصل إلى 500 مليون دولار.

من هذا المنطلق اكتسبت تلك الزيارة الرسمية لجلالة الملك المعظّم هذا الزخم الكبير، وحظيت بإشادات بحرينية روسية، سواء على المستوى الحكومي أو على المستوى الإعلامي، حيث مثّلت نقلةً نوعيةً في العلاقات البحرينية الروسية، وفي قدرة المملكة على إدارة ملفات دولية كبيرة ومعقّدة هي قادرة على إيجاد الحلول لها، من منطلق رئاسة جلالة الملك المعظّم للقمّة العربية، بحكمة واقتدار، والسعي الدائم لجلالته من أجل إقرار السّلام في المنطقة والعالم.