يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، وإلى شعب مملكة البحرين العزيز بمناسبة حلول الذكرى التاريخية لميثاق العمل الوطني في 14 فبراير من كل عام.

إن الناظر إلى ما تشهده مملكة البحرين من تقدم وازدهار على مر السنوات الماضية ليشهد بأنها مثال يحتذى به للوطن الصاعد إلى مستويات التميز، صعوداً متواصلاً لا يعرف الكلل ولا يعرف التوقف عند حد معين بالرغم من كل تلك التحديات التي قد تقف حائلاً لهذا الصعود، إن هذا الطموح اللامتناهي نراه جلياً في حنكة قائدنا الملهم سيدي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وسياسته الرصينة في قيادة دفة الأمور والنهوض بالوطن والشعب إلى أعلى المستويات، ليس ذلك فحسب وإنما تعزيز القدرة على مواجهة أية تحديات تقف في الطريق والخروج منها أكثر قوة وأشد صلابة.

لقد كان العام الماضي عاماً مليئاً بالإنجازات والمؤشرات الإيجابية التي تبعث على التفاؤل والاستبشار بالخير لوطننا العزيز مملكة البحرين، ولعل أبرزها كان النجاح الباهر للانتخابات النيابية والبلدية والتي كانت سهلة وسلسة ومنظمة تنظيماً يستحق كل الإشادة والثناء والتي حظيت بمشاركة من الشعب البحريني بلغت نسبتها 73%، كما شهد العام الماضي أيضاً تشكيلاً وزارياً جديداً من نوعه نابعاً من رؤية مستقبلية ثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث تم اختيار فئات شبابية ذات كفاءة متميزة وقدرات مهنية عالية ليتسلموا حقائب وزارية هامة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقة القيادة الرشيدة في الشباب وقدراتهم اللامحدودة وطموحاتهم الثاقبة، وفي هذا التشكيل الوزاري تم استحداث وزارة جديدة وهي وزارة التنمية المستدامة لتكون خير مثال على اهتمام القيادة البالغ بإبراز مكانة البحرين المرموقة وتعزيز مؤشراتها الإيجابية بين مصاف دول العالم، ولا يفوتنا أيضاً ذكر الإنجازات التي حققها قطاع النفط والغاز في اكتشاف مكمنين جديدين للغاز الطبيعي بجهود متميزة من القيادي الشاب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز، وكذلك التقدم المحرز الذي تم تحقيقه في سبيل الوصول إلى التوازن المالي والتعافي الاقتصادي، حيث تم تسجيل فائض في ميزانية الدولة لأول مرة بعد سنوات طويلة، وكذلك التحسن الكبير في التصنيف الدولي للبحرين في مجالات الشفافية ومحاربة الفساد.

ومن جانب آخر، لعل من أبرز ما تميزت به السنة الماضية أيضاً هي الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان إلى البحرين والنتائج الإيجابية التي حققتها هذه الزيارة لا سيما في ترسيخ أسمى وأروع أمثلة التعايش السلمي بين الأديان في هذا الوطن المعطاء، بالإضافة إلى عقد عدة مؤتمرات واجتماعات دولية هامة على أرض المملكة، الأمر الذي يزيد من رصيد مكانتها كمركز إقليمي مرموق في مجال المال والأعمال خصوصاً بعد أن تغلبت البحرين وبجدارة على الجائحة العالمية لفيروس كورونا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية عندما أشادت بالنجاح المنقطع النظير للجهود التي بذلتها المملكة في التعامل مع الجائحة والتغلب عليها، والفضل يعود بلا شك إلى جهود الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي لم يألو جهداً في العمل الدؤوب المتواصل للوصول إلى بر الأمان.

ولاننسى أيضاً دور المرأة في مسيرة الإنجازات هذه، فإن عام 2022 شهد إسهامات واضحة وجلية للمرأة البحرينية في مختلف الميادين ووصول العديد من النساء البحرينيات إلى مناصب قيادية عليا ومشاركتها في اتخاذ وصنع القرارات التي ترسم مستقبل البحرين وازدهارها، كل ذلك بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة البحرينية من لدن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله ورعاها.

لذا فإن الناظر إلى ما تشهده البحرين من تطور لا متناهٍ بالتأكيد سيتجلى له واضحاً بأنه وطن صاعد إلى مراحل التميز، وكان حقاً علينا جميعاً بذل الغالي والنفيس من أجل المحافظة على هذا الصعود لنصل إلى القمة.

وختاماً، وبمناسبة هذه الذكرى السنوية، فإننا نبتهل إلى المولى العلي القدير أن يحفظ مليكنا الغالي وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من كل شر ومكروه ويسدد خطاهم على طريق الخير وينعم عليهم بالصحة والعافية والسعادة والعمر المديد ليبقوا ذخراً وسنداً لنا ولمملكتنا الغالية، وأن يتحقق لشعب البحرين الوفي كل ما يصبو إليه تحت ظل قيادتنا الرشيدة حفظهم الله، إنه سميع مجيب.