عندما تكون قادماً من مدينة المنامة من جهة الشمال عبر جسر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة «طيب الله ثراه» قاصداً مدينة المحرق ترى من بعيد ذلك المجلس ذا الطراز المعماري الذي يحمل تراث البحرين وعليه من الزخارف والنقوش القديمة وهو مجلس عائلة بن هندي المناعي عبق تراث المحرق العريقة الذي تم تشييده من قبل عائلة بن هندي المناعي ليكون كواجهة لمدينة المحرق في هذا المجلس. تعاقبت أجيال وأجيال وفيه صولات رجال جمعوا بين التجارة الخارجية والغوص أبرزهم محمد بن راشد بن هندي المناعي وصالح بن هندي المناعي ويوسف بن صالح بن هندي المناعي وأخوتهم ويرجع ذلك المجلس بذاكرتك إلى البحرين قديماً ويقصد هذا البيت الكثير من أهل المحرق خاصة ومن مدن البحرين قاطبة في المناسبات.

ولا يزال هذا المجلس مقصداً لكل ضيف وبجانبه مجلس صغير يقصده كل يوم كبار السن حيث تقدم القهوة العربية لهم في كل يوم وفي يوم الجمعة يقيم الوجيه صالح بن هندي المناعي والوجيه سلمان بن هندي المناعي إفطاراً شعبياً على مستوى كبير ولا يزالون يقدمون الخير لكل محتاج وغريب إلى يومنا هذا.

يقول لي «بوعيسى» الوجيه صالح بن عيسى بن هندي المناعي «لم نغادر من هذا البيت العود حتى يبقى عبقاً تراثياً للمحرق فيه روح وليس مجرد بناء لكي تتجسد فيه هويتنا وتاريخنا الممتد إلى أكثر من مائة سنة ولو كنا قد انتقلنا منه لكان كالجسد الذي غادرته الروح كبقية البيوت القديمة».

كان هذا البيت مقصداً للرجال والنساء وأطال الله في عمر الأخوين صالح بن عيسى بن هندي المناعي وسلمان بن عيسى بن هندي المناعي اللذين هما اليوم ركيزتا هذا البيت. ختاماً أقول هذا هو الولاء الحقيقي للوطن يبدأ من البيت ولاشك في أن أبناءهم وأحفادهم هم ذخيرة تواصل المسيرة المباركة باركهم الله وأمد في أعمار الجميع، آمين يا رب العالمين.