التأثير لا يأتي بالصوت العالي ولا باستعراض العضلات ولا حتى بمحاولة كسب الشارع والرأي العام، ولن يأتي بالبحث عبثاً عن الزلات والأخطاء وإن كانت ذا أهمية إلا أنها لن تحرك ساكناً ولن تغير التغيير المطلوب، التأثير والتغيير ستأتيان بالأفكار الجديدة المؤثرة والتي إن أتت ستغير فعلياً من واقع الحال.

ارتضينا بالبرلمان وبالعملية الديمقراطية ولكننا لم نرتض بالصراخ ولا بالصوت العالي ولا حتى بمواكبة الشارع وبعض المجالس ذات الأصوات العالية، فالمواطن بطبعه يطالب ويتمنى ويرجو ويأمل وهذا طبعه في كل البلدان، ولكن الفعل الحقيقي يبقى مرهوناً بأداء النواب تحت قبة البرلمان، هذه القبة التي تقف شاهدة على الأداء وعلى صحوة الضمائر وعلى المكاسب والإنجازات الحقيقية، وعلى ذكر الإنجازات فإنها لن تتحقق لو عملنا فرادى وبمنأى عن بعضنا البعض كنواب، بل بالتوافق والإقناع والاقتناع وهو ما ستحققه الأفكار التي تسمى بخارج الصندوق.

بعد عشرين عاماً أو ما يزيد يجب أن نبحث عن الأفكار الجديدة والحلول الناجعة لمشاكلنا، والقضاء على مسبباتها حتى لا يعاني منها من سيأتي بعدنا، فجميعنا يعلم بمدى ثقل ملف البطالة، ولكن جميعنا لا يعلم ما هو الحل، فإن وضع النواب أيديهم بأيدي بعضهم البعض وضموا إلى تلك الأيادي بعض أصحاب الخبرة والعقول الشابة من مختلف الدوائر فلربما نصل إلى حل يقضي على هذا الملف بأفكار جديدة وغير مألوفة.

التأثير لن يتحقق إذا استمر العمل بذات الطريقة وبنفس الأسلوب المستنسخ مجلس بعد الآخر، ومن أجله لجأ الناخب إلى تغيير الوجوه عبر صناديق الاقتراع، فلنكن مؤثرين بأفكارنا ولنساعد وزراءنا الشباب والمخضرمين في الوصول إلى أنسب الحلول لجميع ملفاتنا الشائكة والمتراكمة مجلساً بعد الآخر، حينها سنكون مؤثرين ومضرباً للأمثال للمجالس اللاحقة، بدلاً من الواقع الحالي المنقسم بين نواب بأصوات مرتفعة، ونواب صامتين، ونواب يعملون منفردين.

ليكن مجلسنا النيابي مؤثراً ولتكن مبادراته واقعية ليصل إلى التأثير المنشود بدلاً من الدغدغة واللعب على وتر العواطف والتصريحات الرنانة التي لا يتعدى صداها وسائل التواصل.