تكتسب القمة الدولية لتغير المناخ «كوب 28» المنعقدة في دبي هذه الأيام أهمية كبيرة مع تزايد خطورة ظاهرة التغير المناخي، والتي باتت تهدد كوكب الأرض، في ضوء ما شهده العام الحالي من موجات حر قياسية تسببت بكوارث عديدة حول العالم.

وتمكن المؤتمر منذ يومه الأول من تحقيق إنجاز هام وتاريخي على صعيد الجهود الدولية الرامية لمواجهة تغير المناخ تمثل بموافقة الدول المشاركة على تفعيل وتنفيذ إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار»، وهو مبادرة تهدف إلى مساعدة الدول النامية على مواجهة العواقب والأضرار الخطيرة الناجمة عن التغير المناخي كارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات والعواصف والجفاف، وتتيح للبلاد المتضررة إعادة بناء المجتمعات التي تشرّد سكانها بسبب مثل هذه الكوارث، وتفعيلاً لهذا الاتفاق تعهدت كل من الإمارات وألمانيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى بتقديم مساهمات للصندوق يبلغ مجموعها نحو 400 مليون دولار، وهي خطوة أولية ضرورية لدعم الدول النامية التي تحتاج إلى نحو 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030 للتكيف مع تغير المناخ، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2022.

ويعد تفعيل وتنفيذ إنشاء هذا الصندوق الهام خطوة لطالما طال انتظارها بعد ثلاثة عقود من طرحها لأول مرة، ومع كونه إنجازاً كبيراً، يبقى الأمل معقوداً على مؤتمر «كوب 28» خلال أيامه القادمة للبناء على هذا الإنجاز، وأن يوفر هذا الاتفاق الزخم للوصول لاتفاق طموح أشمل بإلزام دول العالم خاصة الدول الكبرى الصناعية بتخفيضات أكبر لانبعاث الغازات، ومضاعفة قدراتها من الطاقات المتجددة والتحرك بسرعة أكثر لاتخاذ إجراءات أكثر فعالية لتسريع التدابير العالمية للحد من ارتفاع درجات الحرارة على الكرة الأرضية، وتجنب التأثيرات الكارثية للتغير المناخي خلال السنوات القادمة.