مازلت أذكر مقارنات كنت أنا و مجموعة من الإعلاميين نعقدها بين حجم ومستوى الانخراط من قبل البحرينيين في احتفالات البحرين الوطنية و مشاركة مواطني دول الخليج في احتفالات بلدانهم الوطنية. وكنا نشعر بأن التفاعل والمشاركة عندنا أقل من الأشقاء. وكنا نغبط أخواننا الكويتيين مثلاً على مظاهر الاحتفال المميزة بأعيادهم الوطنية و مشاعر الحب الفياضة التي يظهرونها تجاه بلدهم في كل مناسبة.

وكانت الأسباب حسب ما توصلنا متعددة وأبرزها تواضع إنتاج الأناشيد والأغاني الوطنية التي تحفز المشاعر وتجمع القلوب وانخفاض عدد البرامج الوطنية التي تحتفي بالإنجازات وتبرزها و تظهرها بشكل محبب للناس خاصة وأننا عشنا فترة كانت تطغى فيها البرامج الحوارية التي اهتمت أكثر بالسلبيات والقضايا المعقدة والنواقص.

وهي فترة تأثر فيها الإعلام بأجواء سياسية مشحونة وموجة البرامج الحوارية المعروفة بصب الزيت على النار في بعض القنوات التلفزيونية العربية.

وشتان بين تلك الفترة واليوم، حيث أصبح لدينا رصيد جيد من الأناشيد والأغاني الوطنية الناجحة والمرغوبة التي يرددها الصغير والكبير وتحولت برامجنا الإعلامية إلى برامج أكثر توازناً في الطرح وتبرز الإنجازات بشكل أفضل. وحتى وسائل التواصل الاجتماعي المحلية صارت كلها تقريباً تغرد بنفس إيجابي وروح واحدة وابتعدنا بمراحل عن إثارة المشاكل والتأزيم والتركيز على السلبيات.

اليوم احتفالاتنا الوطنية هي عيد ثالث فعلاً، و الفرحة فيها واضحة للجميع وتشمل الجميع. كما أن إظهار الفرحة والفخر والاعتزاز بالوطن وقيادته أصبح حاضراً بشكل ملحوظ. اليوم التعبير عن حب الوطن والولاء له ولقيادته لا خجل فيه ولا تراجع.

كما أن عائلات كثيرة جداً، أصبحت تجتمع وتحتفل بوطنها وعيده تماماً مثل ما تحتفل بأعيادها الدينية فتلبس الملابس الجديدة وتحضر الولائم والحلويات وتبارك لبعضها البعض مستخدمين عبارات وطنية جميلة.

أما رفع الأعلام وصور القيادة وتعليق دبابيس العلم والشعار ويوم الشهيد ولبس الملابس الحمراء والبيضاء صار أمراً معتاداً ومحبباً عند الناس.

اليوم، نحن نحتفل تماماً كما يحتفل الآخرون بل أحياناً بدرجة أعلى وأوضح ونحمد الله جميعاً مراراً و تكراراً على نعمة البحرين والأمن والأمان والاستقرار الذي نحن فيها.