يعتبر سوق المحرق القديم أحد معالم البحرين الجميلة، حيث تكتنز شوارعه، ومحلاته، وكل زاوية فيه بالذكريات الجميلة، فتستهوي الناس المعالم العمرانية القديمة، وأجواء السوق التقليدية، والمحلات التي تعج بالسلع الشعبية كالحلوى البحرينية الشهيرة، ومحلات «المتاي»، والسمبوسه، ناهيك عن المحلات التي تبيع الأدوات الشعبية القديمة كالسفرة، والأواني القديمة، ومحلات تطريز الجلسات العربية القديمة، ويشكل التجول في سوق المحرق متعة ما بعدها متعة لاسيما في فترة انخفاض درجة حرارة الجو.

وها قد عاد علينا شهر ديسمبر باحتفالاته الوطنية الجميلة، فتحتفل المدارس والجامعات وجهات العمل، وجميع المؤسسات بهذه المناسبة السعيدة، ويقبل الناس في هذه الأيام على الأسواق القديمة لشراء الملابس الشعبية لأبنائهم، والملابس والأوشحة الحمراء والبيضاء، والأكلات والأواني الشعبية، فيزدحم سوق المحرق بالسيارات، وبالمشاة، فتجد حركة الناس وتنقلهم بين المحلات التجارية، وإقبالهم على الشراء يزداد، فتنتعش مبيعات المحلات التجارية في هذه الفترة.

ومن عادتي أن اتجول في سوق المحرق في هذه الفترة سيراً على الأقدام، لاسيما وأن الأجواء تكون جميلة حيث انخفاض درجة الحرارة، فأشتري كأساً به حلوى بحرينية ساخنة، وأتجول في السوق، وأنا أتناول هذه الحلوى، ثم أقف عند بائع السمبوسك لأشتري بعض السمبوسك مسترجعة بذلك أيام الطفولة الجميلة، حيث كان هناك بيت جدي فنمرح أنا وابنة خالي في تلك الشوارع، تلك جولة سنوية أقوم بها في شوارع سوق المحرق، فأسعد بهذه الجولة لاسيما وأنني ألتقي خلال هذه الجولة بالعديد من المعارف والأصدقاء الذين يتجولون في السوق ويستمتعون بالأجواء الشعبية الجميلة.

ومنذ أيام ذهبت لسوق المحرق الشعبي لأقوم بجولتي السنوية المعتادة وكلي شوق لأجواء المحرق الأصيلة، ولكن فوجئت بأن الشوارع الرئيسية بالسوق تحت الصيانة فهناك الحفريات، والشاحنات تزحم الشارع، فلا مكان لمواقف السيارات للمتسوقين، وتجد باعة المحلات يقفون بأبواب محلاتهم على أمل أن يتمكن أحد المتسوقين من الوصول للمحلات للشراء، وعلى المتسوقين الوقوف في أطراف السوق والسير لمسافات طويلة للوصول للمحلات، وقد علمت من أصحاب المحلات أنهم يعانون من هذه الحال منذ عدة أسابيع، مما أوقع الضرر عليهم، فلا زبائن ولا حركة بيع. وها قد فاتهم موسم تكثر فيه المبيعات وهو موسم الاحتفالات باليوم الوطني، وتجد أصحاب المحلات التجارية يقفون على أبواب محلاتهم وهم يتحسرون على ضياع موسم تنتعش فيه مبيعاتهم.

وعندما تجد هذا المشهد، حيث لا مكان لمواقف السيارات، ولا متسوقين، والمحلات خالية من الزبائن، فمن الطبيعي أن يتبادر لذهنك تساؤلات تفرض نفسها وهي: كيف سيدفع أصحاب هذه المحلات كلفة إيجار المحل، ورسوم الكهرباء، والرسوم الأخرى إذا توقفت حركة البيع لدى المحلات التجارية بالسوق نتيجة صيانة الشوارع لفترة طويلة؟! وما حجم الخسائر التي وقعت على أصحاب المحلات؟! ومن يتحمل تكلفة خسائر المحلات؟! هل المقاول الذي كلف بصيانة الشارع أم التاجر نفسه أم الجهة الوزارية المعنية؟ وهنا نتمنى من المعنيين اتخاذ التدابير لتقليل مدة صيانة الشارع أو توفير مواقف سيارات بديلة وقريبة لتخفيف الضرر على أصحاب المحلات، أو على الأقل تخفيف كلفة التشغيل مثل إلغاء بعض الرسوم عن أصحاب المحلات مثل رسوم الكهرباء، أو بعض الرسوم السنوية.. ودمتم سالمين.