حققت المنطقة نمواً في قطاع سياحة المؤتمرات يقدر بـ38% زيادة عما كان الوضع عليه في عام 2019، وهذه النسبة تدل على وجود عمل جاد لتحقيق التنمية في قطاع حيوي يعد أحد الأركان الرئيسة في العمل الاقتصادي عامة، وفي المنظومة السياحية خاصة، وحسب خطة هيئة البحرين للسياحة والمعارض الموضوعة حتى عام 2026، ستكون سنة 2026 سنة تحقيق أهداف مهمة في هذا القطاع، فالبحرين تشهد تزايداً كبيراً عاماً بعد عام في عدد الفعاليات التي تمتاز بالتنوع الكبير، كما إن العوائد المالية لهذا القطاع تعتبر أعلى من 3 إلى 5 مرات عن السياحة العادية.

ورشة عمل الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات ICCA التي أقيمت لأول مرة في مملكة البحرين قبل يومين في مركز البحرين العالمي للمعارض في الزلاق، تميزت بمشاركة خبراء في قطاع المؤتمرات والمعارض أوضحوا جميعهم وجود استراتيجيات تطويرية واعدة في مملكة البحرين ودول المنطقة، مشيدين بتميز البنية التحتية من جهة ونجاح فرق العمل التي تعمل وفق معايير ومستويات عالمية من التخصص، فلقد بات قطاع المؤتمرات من القطاعات المهمة ذات المردود الاقتصادي الكبير، والذي يشهد نمواً مطرداً، مع وجود مؤشرات تبين وتؤكد حجم التطوير والتغيير المستمر عاماً تلو الآخر.

لفت نظري بعض المؤشرات الجديدة التي يمكن من خلالها تلمس ما يتم من جهود على أرض الواقع فعلاً لا قولاً.. وسأسرد ثلاث نقاط استوقفتني خلال حديثي مع خبراء هذه الورشة..

النقطة الأولى تتمثل في الكشف عن تنظيم أول منتدى من نوعه في مملكة البحرين يقام على مستوى منطقة الشرق الأوسط يعنى بالأطعمة والأغذية، وهو منتدى يعتبر الأول كفعالية دولية تعنى بسياحة الطعام في المنطقة، سيتم تنظيمها في نهاية الربع الثالث أو بداية الربع الرابع، فسياحة الطعام تعتبر اليوم رديفة لأنواع السياحة الأخرى مثل السياحة البحرية والجولف وسياحة التسوق.

النقطة الثانية تتعلق بسياحة الأعراس التي ستشهد قفزة في معدلاتها هذا العام عن السنوات السابقة، إذ تعتبر البحرين جاذبة للأعراس الفخمة والفاخرة، وسيشهد نصف شهر فبراير القادم – على سبيل المثال فقط – عرساً مهماً يستقطب زيارة 3 طائرات غير مجدولة من طائرات طيران الخليج لحضور ضيوف هذا العرس الهام من الهند، في ظل وجود توجه لاستقطاب الأفراح المهمة من كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وآسيا بما فيها الهند وهونغ كونغ وسنغافورة وأيضاً من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

النقطة الثالثة تتعلق بوجود بنية تحتية مميزة على مستوى قطاع الفنادق الذي شهد خلال العام الماضي افتتاح عدد من الفنادق العالمية المهمة التي تعزز مجال سياحة الفنادق، مثل فندق كمبنسكي وفنادق جديدة في منطقة ديار المحرق، وفندق جميرا خليج البحرين في منطقة الزلاق وغيرها، والتي تعتبر في مجملها فنادق جاذبة بخدمات نوعية مهمة لزوار مملكة البحرين.

هذا غيض من فيض ما يتم العمل عليه من أجل إنعاش المجال السياحي الذي يراد له أن يكون متطوراً وفاعلاً في المستقبل، ومنافساً لما يجري حول العالم.

د سونثيل جوبيناث الرئيس التنفيذي للرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات، أكد أن تنظيم ورشة العمل الهامة يأتي بهدف استعراض أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال ومشاركة المعلومات في مملكة البحرين التي تتميز بالتسارع في بناء البنية التحتية، وبالتالي فإنه من المهم جداً أن يتم الترتيب لهذا النوع من الفعاليات بهدف مشاركة المعلومات المتعلقة بالمستجدات وبحث سبل التطوير المستمر، وكان المميز في حديثه إشادته بالتطور الملموس على مستوى المنطقة عموماً والبحرين خصوصاً بعد فترة جائحة كورونا (كوفيد 19)، إذ قال إن مملكة البحرين جزء أساس من هذا التطور، لاسيما أن مستوى المشاريع المقامة والتي ستدعم قطاع السياحة مثل مركز البحرين العالمي للمعارض وتطور قطاع الفنادق مثار إعجاب كبير.

هذه الورشة الهامة تناولت وبحثت الوضع الراهن لقطاع الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض على مستوى إقليمي وعالمي وكيفية تحويل التحديات إلى فرص في ظل بيئة الأعمال المتغيرة بوتيرة متسارعة، مع توضيح مخاطر التحول الرقمي في هذا القطاع المهم للاقتصاديات، كما تطرقت إلى توضيح منافع الانضمام لعضوية الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات كأعضاء نشطين في مجتمع الرابطة الدولية.

وبعد كل ما تقدم لابد من الإشارة إلى تشكل نوعي ومدروس لمستقبل واعد في قطاع صناعة المؤتمرات، ليكون مركز البحرين العالمي للمعارض المتطور والنوعي نقطة جذب لها، هذا المركز الذي يقدم تجارب مختلفة وفريدة تتناسب مع كل فعالية يحتضنها سواء كانت رسمية أو ترفيهية أو تسويقية أو تخصصية، أو حتى على صعيد الأفراح والمناسبات، فمع توالي الفعاليات واختلافها يشعر الزائر بالاختلاف في تفاصيل الزيارة، وروح المكان المتجددة، ونوعية الخدمات المقدمة فيه.