كعادتنا في كل عام ننتظر مُناسبة عزيزة على قلوبنا، نعدّ لها حفلاً بهيجاً ونشرف عليه بكل سعادة، هي مُناسبة «فرحة العرسان» كما أسميتها، وفرحة البيوت البحرينية الناشئة التي تُشيد بنيانها لمستقبل الأبناء، ومستقبل العطاء في بحرين المحبة. إنها فرحة «الزواج الجماعي» الذي تُشرف على دعمه بصورة كاملة ومُباشرة مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بدولة الإمارات العربية المُتحدة، بإدارة وتنفيذ المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية. لقد حرصت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان على تنفيذ هذا الحفل البهيج لأبناء البحرين منذ العام 2011 حيث انطلقت بالمساهمة في زواج 220 شاباً وشابة، فيما احتفت منذ أيام في حفل الزواج الجماعي الأكبر في مملكة البحرين بالمساهمة في تزويج 1600 شاب وشابة، ليكون مجموع عدد المستفيدين من أبناء البحرين من احتفالات الزواج الجماعي بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد (9762 شاباً وشابة). إن النقلة النوعية الجميلة في تكريم عدد العرسان من أبناء البحرين، لهي دلالة واضحة على حرص الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على المساهمة الفاعلة في مساعدة الشباب البحريني على تكوين أسرة مُستقرة وهانئة وإعانتهم على تحمل جزء من تكاليف الزواج، فضلاً عن التأكيد على عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات العربية المُتحدة، فهما قلب واحد نابض بالعطاء والمحبة، فضلاً عن المساهمة الفاعلة في تنفيذ العديد من المُبادرات المجتمعية التي تساهم في تنمية المجتمع بصورة خاصة.

لقد كان لحفل الزواج الجماعي الثاني عشر الذي نظمته مؤسسة خليفة بن زايد بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بقاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بجامعة البحرين، الأثر الكبير في نفوس جميع العرسان، وصورة شبابية جميلة حيث تجمّلت القاعة بمنظر العرسان الجميل، وما زاده فخامة وبهجة رعاية ومشاركة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب الذي يحرص في كل عام على رعاية هذا الحفل والحضور الشخصي له، تقديراً وتكريماً لأبناء الوطن الذين هم عماد التطوير والتنمية والرقي لمملكتنا الحبيبة، فضلاً عن كونها رسالة اجتماعية سامية في تنظيم مشترك بين المؤسستين العريقتين في العمل الإنساني.

إن المساهمة في دعم الشباب لتكوين أسرة مُستقرة لهي من الأعمال الجليلة التي ينبغي الالتفات إليها اليوم، وبخاصة في ظل الارتفاع الباهظ لتكاليف الزواج بدءاً من المهور وانتهاء بتكاليف حفلات الزواج الخاصة التي تختلف من أسرة إلى أخرى. وإن وجود هيئات وأياد بيضاء تساهم في إعانة الشباب على تكوين الأسرة، لهو من أساسيات استقرار المجتمعات، فضلاً عن أهمية التثقيف الزواجي للمحافظة على الكيان الأسري من التصدع، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة المنتشرة عند العديد من الشباب، سواء من (العزاب) الذين تتقدم بهم الأعمار ويتهربون من الارتباط بشريك الحياة، أو حتى من أولئك الذين بدأت خطواتهم الأولى في الزواج، ولكن ما يلبثون أن يتسرعوا في إنهائها بحجج واهية، أو بسبب عدم وجود مساحات للتفاهم بين الزوجين للتعرف على طبيعة كل شخص عن كثب. الأمر الذي يتسبب فيما بعد في تصدع أسر بكاملها وتشتت الأبناء الذين هم الضحية الأكبر في الانفصال الزواجي وبخاصة في أعمارهم الأولى في الحياة. من هنا نطمح أن نتوسع في تصحيح النظرة الخاصة للمساعدة الزواجية للشباب، لتشمل الإعانة المالية والتثقيف الزواجي الذي ينبغي ألا يقتصر على (دورة سريعة) يجبر فيها العرسان للحضور من أجل الحصول على المساعدة المالية، وإنما يكون هناك برنامج زواجي تثقيفي مُنتظم بإشراف مختصين لا يقل عن ستة برامج مُنتظمة، وهو ما ندعو إلى تأطيره بأسلوب يخدم الشباب ويعينهم على إنجاح مشروعهم «الزواجي» ويقلل من حالات الطلاق.

شكرنا وتقديرنا لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه على رعايته ودعمه للشباب البحريني، ولأهلنا في الإمارات العزيزة على كرم العطاء ووقفتهم السنوية الشامخة مع الشباب البحريني في حفل الزواج السنوي الذي ننتظره بكل شغف، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة ورئيس مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية. إنها محطة جميلة من محطات الخير والعطاء، نتشرف لكوننا لبنة من لبنات الخير في تنظيم مثل هذه الاحتفالات السعيدة التي تعطينا المزيد من طاقة العطاء لإدارة العديد من المُبادرات التي تساهم في تنمية وطننا الحبيب. كل المحبة لأمين عام المؤسسة الملكية ولجميع العاملين فيها.

ومضة أمل:

هنيئاً لكل من قرر أن يكون عوناً لزواج الشباب، ونُبارك لكل شابّ قرر أن يحفظ نفسه ويكوّن أسرته من أجل إرضاء ربه. بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير.