لكل أمة أعياد دينية تحتفل بها سنوياً، وتعتبر الأعياد الدينية من أهم المناسبات التي يحتفل بها الناس، وإذا ما تتبعت طريقة الاحتفالات بالأعياد الدينية تكاد تكون متقاربة، فتبدأ الاحتفالات في الأعياد الدينية عادةً في المعابد، ثم تتبعها الاحتفالات الاجتماعية، حيث يقوم الناس بتبادل التهاني والتبريكات، وتبادل الهدايا، وخاصة هدايا الأطفال، كما تقام التجمعات العائلية، وتقام الاحتفالات الاجتماعية في الأماكن العامة.

أما نحن المسلمين فنحتفل بعيدين، هما عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى المبارك، ففي عيد الفطر نحتفل بأن أعاننا الله تعالى على صيام رمضان وقيامه، وفي عيد الأضحى نحتفل بانتهاء المسلمين من مناسك الحج.

ولاحتفالنا بالعيدين صورة مميزة وفريدة، وهي صلاة العيدين؛ فالأصل أن يخرج الجميع لصلاة العيدين من نساء، ورجال وأطفال، حيث يتجمع الناس في مصلى كبير المساحة في الهواء الطلق لأداء صلاة العيد جماعة، وبعد الصلاة يلتقي الناس لتبادل التهاني، وهنا استوقفتني ممارسة جميلة من بعض المتطوعين والمتطوعات بالمساجد، حيث يوزعون الحلويات والهدايا البسيطة على الأطفال لإدخال السرور على قلوبهم بمناسبة هذا العيد. فكم نتمنى أن نكثر من هذه الممارسة الجميلة بتوفير الهدايا والألعاب والبالونات للأطفال بعد صلاة العيد إما بتوزيعها مجاناً أو ببيعها بأسعار رمزية.

وهذا يجرنا إلى أهمية إظهار مظاهر الفرح والاحتفال بالعيد في الأماكن العامة، فلا يقتصر الاحتفال بالعيد على تجمع الأهل والأقارب، ولبس الملابس الجديدة، وقد استوقفتني ملاحظة إحدى الفتيات فتقول: إن الاحتفال بالعيد في مجتمعنا لا يختلف عن التجمع الأسبوعي العائلي، حيث يجتمع الأهل أسبوعياً لتناول وجبة الغداء ووجبة العشاء، وكذلك يقيمون نفس التجمع يوم العيد فلا فرق في الاحتفال بالعيد عن التجمع الأسبوعي سوى لبس الملابس الجديدة.

والحقيقة وجدت أن علينا أن نقف وقفة تأمل في طريقتنا في الاحتفال بالأعياد، فلا بد من إدخال ممارسات اجتماعية جديدة للاحتفال بالعيد على غرار تلك الممارسات المستحدثة في الاحتفال بشهر رمضان كتزيين واجهات المنازل بالإضاءات، وتزيين مدخل المنزل بقطع الأثاث الشعبي، ونصب الخيام الرمضانية، وإحياء الاحتفالات بليلة «القرقاعون» بخروج الأطفال في الشوارع بملابسهم الزاهية. فكم نتمنى إدخال ممارسات اجتماعية جديدة للاحتفال بالعيد في الأماكن العامة كتزيين الشوارع والمنازل، وإقامة المهرجانات في الأحياء لتسهيل تجمع أهالي الحي والأصدقاء، والأهم من هذا وذاك فإن للتجار دوراً كبيراً في إحياء الاحتفالات بطرح السلع المميزة للهدايا المزينة الجميلة، وعروض الحلويات المميزة على أن تكون بأسعار جميلة.. وأخيراً نسأل الله أن يعيد علينا هذه الأعياد ونحن بأمن وأمان.. ودمتم سالمين.