عمت الفرحة عموم البحرين، عرفنا طوال السنوات الماضية اللفتة الملكية السامية لجلالة الملك المعظم في العفو عن المحكومين في المناسبات والأعياد، إلا أن هذا المرسوم السامي الشامل للعفو عن عدد من المحكومين كان عيداً وكانت أمنية لكثير من الأمهات والآباء والأسر، هذا الخبر جعل الجميع في حالة سرور وجعل «البحرين فرحانة».

هذا البلد الذي يعيش على أرضه البحريني، كثيراً ما حاولت أيدي الشر والفتن الدخيلة علينا التفريق بين أبنائه وبث سموم التفرقة والعنصرية والطائفية، تنزغ كما ينزغ الشيطان بين الإخوة، إلا هذا الشعب سرعان ما يعود إلى رصّ صفوفه ومسح كل كلمات التفرقة بين الإخوة، فهم إخوة يجمعهم الفرح والحزن، يتزاورون في المساجد والمآتم والمجالس، مستلهمين ومجددين أخلاق هذا البلد من آبائنا الأولين ومن قائد هذا البلد والد الجميع جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.

شكراً لمليكنا حمد، شكراً لأبي البحرين الذي أسعد أبناءه وأسعد البحرين، شكراً جلالتكم على جعل أبناء البحرين همكم وشغلكم، وسعادته سعادتكم.

جلالتكم أسعدتم صغار وكبار أهل البحرين، وأكرمتم المحكومين، وأعطيتموهم أملاً وفتحتم لهم أبواباً وفرصاً لأن يندمجوا ويعيدوا مستقبلهم للطريق الصحيح، ويكونوا أداة لبناء وتعمير هذا البلد، وكم هو شعور عظيم وكبير للإنسان أن يجد تلك اليد الإنسانية التي تخرجه من الضياع إلى الحياة، وتعطيه أكثر مما يتوقع. إن مملكتنا الغالية هي دائماً بلد العفو عن الجميع، بلد الصفحة الجديدة التي تنسى الماضي وتسعى للمستقبل، نعلم أن هناك من أخطأ وأجسم في خطئه ونعلم أيضاً أن إنسانية وتسامح وحلم قائدنا أكبر وأوسع للجميع.

جلالة الملك المعظم اليوم أسعد كل البحرين بكرمه وسماحته، فكمْ من كلمات الحمد والشكر ارتفعت ممتزجة بالدموع الصادقة التي سألت الله أن يجزي جلالة الملك المعظم كل خير وأن يطيل في عمره، ويجعل البحرين بلاد خير وعطاء على يديه السخيتين. فشكراً لأبي البحرين على هذه الفرحة التي أسعدت الجميع وأكدت أن الوطن هو وطن الجميع والجميع فيه إخوة وأشقاء يفرح بعضهم لبعض ويتمنى أن تكون بحريننا بلاد السلام والأمان، مُتّحدِين تحت كلمة واحدة وراية واحدة وهي راية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه.