ها قد بدأ أبناؤنا الطلبة خريجو الثانوية العامة تقديم الطلبات للجامعات للحصول على مقاعد دراسية في إحدى الجامعات سواء في البحرين أو خارجها، منتظرين بكل أمل وتفاؤل الحصول على القبول من الجامعة التي اختاروها لدراسة التخصص الذي يرغبون فيه، وما إن يحصلوا على هذا القبول حتى يبدأوا رحلة البحث عن تمويل ودعم لتحمل كلفة الدراسة، فيقدموا طلبات للحصول على بعثات، مشفوعة برسائل القبول من إحدى الجامعات لجهات مختلفة على أمل الحصول على بعاث دراسية.

وتتنوع الجهات التي تطرح بعثات دراسية أو بمعنى آخر تتكفل بدفع كلفة الدراسة، فهي بين جهات حكومية أو جهات أهلية غير ربحية كالجمعيات والمبرات والجهات الوقفية، بالإضافة إلى عدد من مؤسسات وشركات القطاع الخاص. ونجد أن جميع الجهات الحكومية والأهلية والخاصة تعلن عن البعثات التي تطرحها للطلبة ليتنافس الطلبة على الحصول على هذه البعثات وفق معايير تطرحها تلك الجهات. وعادة ما تعلن تلك الجهات عن تلك البعثات تزامنا مع فترة القبول في الجامعات، فتروج لتلك البعثات ليعلم بها جميع الطلاب ويحصلوا على فرص عادلة للتقدم للحصول على بعثات.

ومن الجهات الأهلية التي تطرح بعثات لخريجي الثانوية العامة هي المؤسسات الوقفية بأنواعها، وقد قمت بجولة في المواقع الإلكترونية التابعة لبعض الجهات الوقفية للتعرف على أنواع البعثات المطروحة للطلبة، لأجد أن إعلانات الدعم للتعليم محدودة جداً، وقد لفت نظري أحد الشروط الموضوعة في أحد المواقع الإلكترونية التابعة لأحدى الجهات الوقفية، للحصول على منحة دراسية هي: «أن تتوافر في الطالب شروط الاستحقاق المادي»، وهذا الشرط وارد في «لائحة المنح الدراسية للطلبة»، المعروضة على موقع هذه الجهة ويفهم من هذا النص أنه يجب أن يكون الطالب من الطبقة الفقيرة، أي أن الطالب المتفوق من الطبقة المتوسطة أو الغنية سيحرم من هذا الدعم، وهنا نتساءل لماذا لا تعلن بعض الجهات الوقفية عن بعثاتها للطلبة سنوياً كما تفعل باقي الجهات؟!!! ولماذا فرص دعم التعليم في مجال الوقف الخيري محدودة؟! والسؤال الأهم هل دعم التعليم يقتصر على الطبقة الفقيرة، أم يكون معيار الحصول على الدعم هو الأكفأ؟!!! وسؤال آخر يشغل البال: هل الوقف على التعليم يقتصر على الفقراء فقط أم يتاح لجميع طلبة العلم وفق المعايير الموضوعة، شأنه شأن وقف الماء الذي يكون لكل من مر بالطريق سواء أكان غنيا أم فقيراً؟! هنا نتمنى من الجهات الوقفية النظر في تلك المسؤولات حرصاً هل صرف أموال الوقف على التعليم بالطريقة الفضلى بما يحقق مصلحة المجتمع..

ودمتم سالمين.