الإبداع والتميز لا يحتاج إلى تعريف أو تسويق؛ لأنه يفرض نفسه بنفسه، ويتحول الناس المعجبين به والمستمتعين بمخرجاته إلى "سفراء للترويج" له بأنفسهم.
وفي الواقع هذه صفة إنسانية متأصلة لدى البشر الأسوياء، إذ حين يصادفهم شيء يعجبهم يحاولون مشاركته مع القريبين منهم إما ليستفيدوا منه، أو أقلها يستمتعون بالمعلومات التي يقدمها، أو يروحون عن أنفسهم لو كان الشيء مرتبطاً بالترفيه والمتعة.
سأستغل نهاية الأسبوع وبداية "الويكند" للحديث عن "إبداع بحريني" سيجعلكم تتابعون "نمطاً إعلامياً جديداً" وسأقول عنه "بالغ التميز" لما فيه من "ذكاء" و"تجديد" في الطرح والعرض.
هذا الإبداع يقف وراءه شباب وشابات بحرينيون، استفادوا من منصة "الإنستغرام" لإطلاق حسابين، كل واحد منهما ينافس الآخر في التميز والحضور القوي.
الحساب الأول تحت مسمى "خوش فكرة"، وفيه يتم استعراض أفكار إبداعية، ونشر معلومات عن قصص نجاح لقطاعات وشخصيات ملهمة ومؤثرة، وأيضاً التعريف بخدمات ومزايا تقدمها قطاعات وشركات، وأيضاً تقدم فيه جوائز للناس. كما يتم فيه تحفيز الجمهور بتنوعه ليدلي بدلوه ويشارك بأفكاره وتجاربه وخبراته من خلال أسئلة تُطرح بذكاء وعناية.
الحساب الثاني تحت مسمى "خوش لقاءات"، وفيه ستجدون مادة جميلة، ستفرض عليكم الإعجاب والابتسامة في نفس الوقت. الإعجاب جراء طريقة التعامل الراقية واللطيفة مع الجمهور والتنوع في طرح التساؤلات المهمة التي تمس جوانب الحياة المختلفة، وحتى إنهاة تتطرق إلى المواقف الأصيلة النابعة من ديننا وموروثاتنا الوطنية والقوية. والابتسامة من خلال التفاعل العفوي والشفاف من قبل الجمهور والذي لا يخلو من خفة دم ولطافة في الحديث ومشاركة لتجارب جميلة وغريبة ومميزة.
قد يتساءل أحدهم: هذه قد لا تكون أفكاراً جديدة، أي حساب يتضمن لقاءات وتساؤلات أو معلومات، وهي ظاهرة منتشرة في كل العالم! وردي هنا بأن: نعم، لكن الفارق في التجربة التي أتحدث عنها لا يكمن فقط في أن وراءها شباباً بحرينيين واعدين يستحقون الدعم والتشجيع، بل يكمن أيضاً في "المحتوى"، وتحت هذه الكلمة ضع ألف خط أحمر؛ إذ اليوم في ظل التقدم التكنولوجي وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي ومنافستها حتى للقنوات التلفزيونية، مربط الفرس ومعيار الحكم بالتميز يكمن في "المحتوى" ومدى التنوع والتميز فيه والإفادة من ورائه، والأهم أن الحكم هنا هم الجمهور أنفسهم، والذين يمكنهم التعبير عن آرائهم مباشرة بحرية تحت منشورات هذه الحسابات.
ما تقدمه هذه الكوكبة من الشباب جهد يستحق الثناء والإشادة، ويستحقون المتابعة، وحتى الدعم من الشركات والرعاة الذين يقدرون المواهب والإبداع. وكتجربة شخصية من خلال متابعتي لإبداعهم، أجد في كل منشور جديد فائدة ومعلومات ومتعة وأسلوباً متطوراً في التقديم والتعامل الجميل جداً مع الجمهور، وهو ما يمكن ملاحظته على الشريحة المتفاعلة من الجمهور.
مثل هذه الأفكار والجهود الإبداعية لا بد أن نفخر بوجودها في البحرين، واليوم بات التحدي كاسراً للقيود والروتين، بمعنى أنك قد تجد إنتاجاً إعلامياً متميزاً لا يرتبط بمؤسسات إعلامية رسمية أو خاصة بشكلها التقليدي، وقد تجد نجوماً يسطعون بتميزهم في مجال قد يكون دخولهم إليه بمحض الصدفة أو الهواية أو الرغبة في ترك بصمة مؤثرة.
كل التوفيق والنجاح نتمناه لكل المبدعين في بلادنا الغالية.