تعتبر أمواج من المدن الوحيدة التي تمت صناعة قصة نجاحها بالكامل من تمويل القطاع الخاص أو لنُعِد صياغة الجملة بأنها صناعة غير حكومية بامتياز، حيث كانت إلى وقت غير بعيد تعتبر جزيرة الأحلام حيث تنم لقاطنيها عن مستوى ثراء ومستوى معيشي فاخر وحرية الدخول إلى المناطق البحرية الخاصة بالإضافة إلى مستوى فاخر من الأنشطة البحرية الخاص لطبقة التجار والأثرياء المقيمين مثل الشاليهات البحرية ومنطقة اليخوت الخاصة والكثير من المرافق الحيوية.
إلى أن جاء وقت الجائحة، والتي لا أربط علاقة الموضوع نهائياً الجائحة، لكن، إنما هو الاجتهاد الحكومي في صناعة المدن البحرية مع إعلان خطة التعافي الاقتصادي بالإضافة إلى اكتمال المناطق والمشاريع الجديدة في منطقة "خليج بي" جعلت المنافسة العقارية الترفيهية لعقارات الطبقة المخملية مختلفة نوعاً ما، إنما الجائحة سرعت عملية انقلاب المعادلات العقارية وتغيرت دفة النمط الفكري في اقتناء العقارات البحرية للمناطق المفتوحة.
لكني أمتلك فراسة ونمطاً فكرياً في الاستثمار العقاري مختلفاً في تحليلي المواضيع الاقتصادية، حيث أرى وأرجّح أن معظم التجار الذين ساهموا في بناء مدينة أمواج البحرية قد يحاولون استدراك أنفاسهم بعد أزماتهم المالية في كورونا ويعيدون النظر، وضخ الكثير من الموازين المالية الجديدة لرفع المنافسة وجعلها أكثر أهمية مع مدينة أمواج التي تعتبر بمثابة الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً، حيث حتى ما قبل الجائحة كنت شخصياً من الذين يحاولون الاستثمار العقاري في أمواج.
قصة نجاح أمواج لن تنتهي إذا ظن البعض ذلك، فقد علمت من مصادري الخاصة بأن استحواذ أحد البنوك على 80% من المجمع التجاري لأمواج لاجون وخضوعه لإعادة هيكلة تجارية وتشريح دقيق للواجهات البحرية سوف يرجح رفع أسهم أمواج مرة أخرى إلى الصعود بالإضافة إلى اتحاد الملاك، الذي يغذي أفكاره أحد النواب المنتمين إلى الغرفة التجارية والمعروف عنه حسن إدارته ونجاحه في إدارة الكثير من مجالس الإدارات، سوف يجعل مدينة أمواج المدينة الأكثر نشاطاً وحيوية مع التوجه إلى طرق جديدة لتحصيل رسوم الخدمات وإعادة تنظيم المناطق السكنية للجزيرة لعزلها عن نشاط المنطقة التجارية، بالإضافة إلى طرق خطط جديدة قادمة في الطريق لم تكشف عنها إدارة اتحاد ملاك الجزيرة.
المدينة الخاصة والتي لم تدخل لحد الآن الاستثمارات الحكومية في صناعتها، سوف تحيط بها قريباً مشاريع المدن الجديدة من ضمن خطة التعافي، وسوف تستفيد من اكتمال بنى تحتية للشوارع المكتملة والتي تربط أمواج بالأراضي الأم بالإضافة إلى المرافق والخدمات التجارية واللوجستية، إلا أنه حسب معلومات لن ترتبط المدن الجديدة بجسور مباشرة مع جزيرة أمواج على اعتبار أنها جزيرة صناعة من القطاع الخاص بامتياز. ويبقى السؤال الحاضر هل تستطيع المنافسة الحكومية في صناعة المدن السياحية الكبرى والمرافق التغلب على جزيرة أمواج وجذب أكبر عدد من القاطنين ورفع سعر بيع القدم المربع الواحد.
* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية