هذا العام مميز بالنسبة للبحرين وأهلها، وأيضاً مهم بالنسبة لتاريخ البحرين الحديث، والسبب في ذلك ذكرى اليوبيل الفضي لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ملكنا الغالي، حفظه الله مقاليد الحكم، وقيادته هذا الوطن الغالي لمرحلة تطوير وتحديث شاملة حققنا فيها منجزات عديدة.
وبالضرورة شهدنا احتفالات مميزة بهذه المناسبة الغالية من "ربع قرن" لحكم "ملك القلوب" وإنجازاته، وبالضرورة يفترض أن تتواصل الاحتفالات المتنوعة حتى نهاية العام، ولكن، وهنا ضعوا أكثر من خط تحت كلمة "ولكن".
جلالة الملك، والد الجميع، وقائد السلام والإنسانية، والرمز الأول في "الرحمة والمحبة" تجاه أبنائه المواطنين، وجه بشكل صريح ومباشر بأن توجه جميع الموازنات التي خُصصت من قبل الجهات الرسمية للاحتفال باليوبيل الفضي، وجه بأن توجه جميعها إلى الجمعيات والصناديق الخيرية بمتابعة وإشراف من خلال المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.
هنا نتوقف قليلاً لنبحث في فكر هذا القائد الأب، إذ تابعنا جميعنا احتفالات البحرينيين وفرحتهم باليوبيل الفضي لملكهم ورمزهم الأول، كيف احتفوا بحمد بن عيسى، وبحكمه وإنجازاته واستذكروا مواقفه العديدة، وبالأخص مواقفه الإنسانية ومكرماته وإنجازات عهده، وبدوره قابل جلالة الملك هذا الحب والفرحة من أبناء شعبه بروح أبوية خالصة، شكرهم وثمن هذا الحب، وأكد أنه ماض على عهده ووعده ونهجه مثلما كان والده الراحل العظيم طيب الله ثراه، بأن يحفظ هذا البلد وشعبه، وأن يعمل على خيرهم وحمايتهم وأن يبني المستقبل الأفضل لهم.
واليوم يثبت جلالة الملك كيف أن هذا الشعب هو الأول في قلبه، وهو الهدف الذي يعمل من أجله، ويوجه الدولة بكافة مؤسساتها لأن تضع البحريني ومصلحته فوق كل اعتبار؛ فالإنجاز عند حمد بن عيسى هو تحقيق "الخير" لشعبه، ولإعانة المحتاج وفك كرب المهموم ولإسعاد الذي يطالعه بأمل.
كان بالإمكان أن تستمر احتفالات الجهات الرسمية باليوبيل الفضي بحسب الموازنات المرصودة، لكن هذه المبالغ رأى جلالة الملك حفظه الله أن الأولى بها تلك الفئات التي تحتاجها والمستفيدة من الجماعات والصناديق الخيرية، وبالتالي أفضل توظيف لها أن توجه لمن تصنعه له فارقاً وتسهل عليه حياته.
ما أؤمن به أن فرحة ملكنا وسعادته ورضاه تكون دائماً حينما يسعد أبناء شعبه، وحينما يصل الخير إلى من يستحقه، وهذا ديدن هذا القائد الشهم الذي واجبنا أن نذكر الجميع بتاريخه المشرف، وأياديه البيضاء، وصفاته الرفيعة وأبوته التي لا تقف عند حد. يكفي أن نفهم فكره ونعرف ما يحركه لفعل الخير الدائم، فهو الذي كتب رؤيته منذ شبابه في كتابه "الضوء الأول"، حينما قال: "إنني ابن لعيسى، ماض على عهده"، وشاركنا حلمه حينما قال: "أحلم بوطن يضم جميع أبنائه".