حملت توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، أثناء ترؤّس جلالته للاجتماع الأسبوعيّ لمجلس الوزراء في قصر القضيبيّة، وبحضور صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه؛ مجموعة من المضامين السامية الّتي تعكس رؤية استراتيجيّة لتعزيز الوحدة الوطنيّة والتنمية المستدامة في مملكة البحرين. هذه التوجيهات الأبويّة ليست مجرّد إرشادات عابرة، بل تُعدّ ركائز أساسيّة لتحقيق الاستقرار ومبادئ توجيهيه للالتزام بالقيم البحرينيّة الأصيلة والمشاركة الفعّالة في بناء الوطن.

أوّلاً، إشادة جلالة الملك المعظّم بالجهود الحثيثة لصاحب السموّ الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء في تعزيز المسيرة المباركة للعمل الوطنيّ وتحقيق الإنجازات الوطنيّة على كافّة الأصعدة، هو تأكيد على أهمّيّة القيادة الحكيمة والمتابعة المستمرّة لتحقيق الأهداف الوطنيّة، كما أنّ تنويه جلالته بدور أعضاء فريق البحرين من مختلف مواقعهم في تحقيق النجاحات على مختلف المستويات، يعكس التأكيد على أهمّيّة العمل الجماعيّ والتفاني في خدمة الوطن.

ثانياً، جاء تأكيد جلالة الملك المعظم على أهمّيّة الوحدة الوطنيّة والتلاحم بين جميع مكوّنات المجتمع البحرينيّ كأحد أهمّ العوامل لمواجهة التحدّيات وتحقيق التقدّم. إيماناً من جلالته، بأنّ الوحدة الوطنيّة ليست مجرّد شعار، بل هي الأساس الّذي يقوم عليه بناء الدولة الحديثة، وقد أكّد جلالته على أنّ التكاتف المجتمعيّ يعزّز من قوّة البحرين في مواجهة الأزمات، سواء كانت اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة.

ثالثاً، تسامح وتعايش المجتمع البحرينيّ كان محوراً مهمّاً في توجيهات جلالته. البحرين كانت ومازالت نموذجاً للتعايش بين مختلف الأديان والثقافات، وهذا ما جعلها واحة من السلام والتطوّر. جلالته شدّد على ضرورة الحفاظ على هذا التراث الثمين الّذي يعزّز من مكانة البحرين الدوليّة كمجتمع متعدّد الثقافات ومتسامح.

رابعاً، من الجوانب الاقتصاديّة، حثّ جلالة الملك المعظم على أهمّيّة تنفيذ المشاريع التنمويّة الكبرى الّتي تساهم في رفاه المواطنين وخلق فرص عمل واعدة. الاستثمار في المواطن البحرينيّ كان واضحاً في توجيهات جلالته، حيث أكّد أنّ المواطن هو شريك أساسيّ في مسارات التنمية المختلفة، وأنّ متابعة تنفيذ المشاريع الكبرى تضمن تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الجميع.

خامساً، حرص جلالة الملك المعظم بالتأكيد على أهمّية القضايا البيئيّة والأمن الغذائيّ، حيث وجّه بضرورة تنفيذ الخطط الّتي ترفع مستوى الأمن الغذائيّ، وتدعم المنتجات الوطنيّة، وتحافظ على الحياة الفطريّة، وتنمّي الثروة السمكيّة. هذا التأكيد يعكس التزام القيادة الرشيدة بتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعيّة للأجيال القادمة.

سادساً، في سياق العلاقات الخارجيّة، أشاد جلالة الملك المعظم بالجهود المبذولة لتعزيز العمل العربيّ المشترك، مؤكّداً حرص البحرين على مدّ جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأشار جلالته إلى أهمّيّة نبذ الخلافات والتكاتف لمواجهة التحدّيات الإقليميّة والدوليّة.

أخيراً، أكّد جلالة الملك المعظم على ضرورة الحفاظ على الهويّة التاريخيّة والثقافيّة لمباني ومدن البحرين، مشدّداً على أهمّيّة تطوير مدينة المحرق والمنطقة التاريخيّة لسوق المنامة. هذه التوجيهات تعكس اهتمام القيادة الرشيدة بالحفاظ على التراث الثقافيّ والتاريخيّ للمملكة، وضمان استمراريّة هذا التراث للأجيال القادمة.

نختتم هذه الإطلالة بالتأكيد، بأنّ توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أيّده اللّه، تحمل رؤى استراتيجيّة تعزّز من الوحدة الوطنيّة والتنمية المستدامة في مملكة البحرين. هذه التوجيهات دعوة للتمسّك بالقيم البحرينيّة الأصيلة، وخارطة طريق لتحقيق مستقبلٍ مزدهر ومستدام للمملكة، دعوة من ملك ووالد لجميع المواطنين على المشاركة الفعّالة في بناء الوطن والحفاظ على هويّته وثقافته الغنيّة.